إعلانات

الشيخ سيدي أحمد ولد لمامي "حاتم زمانه" / بقلم الاستاذ البراء محمدن

اثنين, 16/03/2020 - 09:57
حاتم زمانه الشيخ سيدي أحمد ولد لمامي رفقة ضيوفه الكرام

سافرت من دكار صباحا خلال الأيام الماضية رفقة الشيخ سيد أحمد ولد المامي الگناني، الذي يصدق فيه قول الشاعر:
كانت مساءلة الركبان تخبرنا ~~ عن جعفر بن فلاح أطيب الخبر
ثم التقينا فلا والله ما سمعت ~~ أذني بأحسن مما قد رأى بصري.

هذا الرجل يمكن أن يسمى حاتم زمانه؛ فهو سفير فوق العادة لوطنه وللقيم النبيلة في أنحاء العالم، ولا أبالغ. رجل يوحي مظهره الأنيق بكثير من البساطة وعشق الكرم وحب الأصالة والتشبث بالتعاليم الدينية.
الرجل لديه منتجع غرب مدينة اللوگة السنغالية؛ وبهذا المنتجع استقبل ضيوفه من موريتانيا والكويت، فنحر جزورا إكراما لهم. كانت مديرة الرحلة هي السيدة الأميرة منية بنت الديد، وخلال هذا السفر تعرفت أكثر على سيدة لها شخصية الأمراء، وتحمل تلك الشخصية جوانب متعددة، إنسانة مثقفة تحمل معاني الإنسانية بداخلها، ويشغل فكرها مساعدة وإنقاذ الناس دون تمييز. تكبر تلك الأميرة في نفسك وتحترمها أكثر كلما تعرفت على جانب من جوانبها عن قرب. كنت أسمع عنها الكثير وأقرأ لها الكثير والكثير من الإبداعات.. لكن ذلك كان جزءا يسيرا من شخصيتها الفذة.
التحق بنا في ذلك الزوال الجميل السفير محمد سالم ولد الصوفي وخالد العصيمي، فازدان المجلس بالأحاديث والقصص والحكايات الطريفة. السفير محمد سالم رجل كريم متعدد المواهب، يفضل البساطة على التعقيد. يحب الفكاهة، وليس لديه حرج من أن يحكي القصص الطريفة التي حصلت له طيلة حياته المهنية. أما العصيمي فهو رجل من دولة الكويت الشقيقة، يعشق البادية والإبل لحد الجنون، وعند وصوله منتجع الشيخ سيد أحمد خلع ثيابه وأبدلها بأخرى أكثر بساطة وبدأ في تصوير نحر البعير والخيم المضروبة هناك. بالمختصر المفيد رجل عربي له تعلق بالبادية عجيب.
وهناك يوجد رجال يجيدون الطبخ والشاي بشكل تام، ومن بينهم رجل ينحدر من مقاطعة وادان إذا سألته عن مالك المنتجع يقول لك بكل عفوية: "تعدال الشيخ سيد أحمد يعرفو ألا مولانا!"..
لي عودة إلى هذا الموضوع بإذن الله