إعلانات

التعليم الأساسي والثانوي بين الانفصال والاتصال / المفتش محمدن ولد الرباني

خميس, 03/10/2019 - 11:25
المفتش محمدن ولد الرباني

 يقال إن الكلام إذا تكرر تقرر ، ويبدو ان الحملة التي يقوم بها بعض مفتشي ونقابيي التعليم الأساسي -منذ فترة - والمتمثلة في ضرورة فصل التعليم الأساسي عن الثانوي قد آتت أكلها، والواقع أن هذا الفصل لا يستند لمسوغات موضوعية مقنعة، ولا يمكن الاستدلال عليه بتجارب ناجحة، بل خلفيته الأساسية -بكل اسف- البحث عن وظائف نظرا لما يسميه بعضهم تغول أطر التعليم الثانوي على الوظائف العليا في الوزارة مركزيا وجهويا. لا يجوز أن تقام أجهزة الدولة إلا على أساس دراسات وتجارب تحدد الجدوائية المناسبة، ومن التفاهة استحداث وزارة لخلق وظائف لمفتشي التعليم الأساسي، او أساتذة التعليم الثانوي او مفتشيه. من معوقات إصلاح التعليم تشتته ما بين وزارات، إذ يقتضي ذلك ضرورة تجاذب الصلاحيات وغياب أجزاء كبيرة من الصورة، ولئن كان للتعليم العالي خصوصيته التي تسوغ استقلاليته كوزارة فإن الأمر مختلف في التعليم الأساسي والثانوي. يرتبط التعليم الأساسي والثانوي ارتباطا عضويا، فالتعليم القاعدي كما يسمى في بعض الدول أو التعليم الأساسي كما يسمى في بعض منها، يشمل مرحلتي الابتدائية والإعدادية فلا معنى لتشتتهما بين وزارتين. كما تنبني سياسات التعليم الثانوي انبناء كاملا على التعليم الأساسي. فضلا عن ذلك يكلف هذا الفصل موارد هائلة تتمثل في مباني وتجهيزات وعلاوات طواقم وزارتين مركزيا وجهويا، مما يتطلب مليارات يمكن أن تستغل في تحسين ظروف المدرسين. وإذا كان التعليم الأساسي بحاجة إلى إعلانه أولوية فإن تحقق ذلك ممكن من غير الانفصال. أظن أن مضي ما يزيد على شهر على جر قاطرة التعليم برأسين، يكفي لإقناع السلطات أن مسلك الفصل ليس مسلكا إصلاحيا، وفي التجارب بعد الغي ما يزع.