إعلانات

مالا تعرفه عن المُفْسِدْ محمد عبد الله ولد أوداعه / الحقوقي الحسن ولد آبه

خميس, 08/08/2019 - 00:00

 " كل خيرها ولا تجعلها وطنا " هكذا خطط عزيز وتكيبر لأكبر عملية نهب في تاريخ موريتانيا ( وحتى في تاريخ دول المنطقة ) وتركها قاعا صفصفا ، وأختارا أحسن جوادين لهذه المهمة ، توأما الفساد ولد اجاي وولد لوداعه .

ولولا أن يثير اللقب الذي يستحقه ( كل حرامي من ال 40 أطلقت عليه لقبا يناسب حجم ونوع فساده ) نقاشات تبعدنا عن أصل وكنه الموضوع ( الفساد ) لقت بأن لقب قرد الفساد يناسبه ، فلم يترك المفسد ولد لوداعه شجرة سياسية أو وظيفية مثمرة - أو يتوقعها ستثمر - إلا وقفز عليها ، حتى ضرب رقما قياسيا في القفز بين أقرانه وأمثاله ، ستجده إطارا في اسنيم ، عاملا لمجموعة اهل انويكظ ، داعما لمعاوية ، داعما لأحمد داداه ( بعيد الإنقلاب حيث أدار حملته الرئاسية في ولاية آدرار ) ، داعما للمجلس العسكري، داعما لعزيز ، وزيرا ثم مدير لاسنيم ، ثم وزيرا ، ثم وزيرا ، ... ، ستجدونه منسقا لحملة الإستفتاء على تغيير الدستور بولاية لعصابة ، مديرا لحملة الحزب الحاكم في اترارزة إبان إنتخابات 2018 وفي نفس الوقت ينافس حزبه بشراسة في مقاطعة ألاك عن طريق دعمه القوي للائحة الحراك الشبابي ! ، رئيسا للجنة التحضيرية للقمة الإفريقية ( 6 وزراء) ، داعما نشطا لحملة الإنتساب للحزب الحاكم عبر مبادرة "أوفياء عزيز" ، و ..... وطبعا كان من أوائل من دعموا غزواني .

البداية ..

ولاية لبراكنة الضارب تاريخها في القدم ، أنجبت لموريتانيا قديما وحديثا علماء وأدباء أجلاء وسياسيين وعسكريين ، ولكنها أنجبت أيضا أمثال ولد اجاي وولد لوداعه كغيرها من ولايات الوطن ف " الكرش اتخلي السباغ والدباغ " .
أوجه شبه كثيرة بين ولد اجاي وولد لوداعه ، فكلاهما عانى في مراهقته من حالة نفسية صعبة انعكست على تعاطيه مع الآخرين وطريقة أدائه لعمله ، وحتى في ضربه عرض الحائط لكل القيم والأخلاق في سبيل الوصول لهدفه والحفاظ عليه بعد ذلك ، ومن سخرية القدر أن يكون لهما حلفها السياسي الخاص بولاية لبراكنه رغم وجود حلف آخر يقوده الفريق مكت ، ليتسجد فيهما المثل " وافق شن طبقه " ، حلف من أهم إنجازاته ماحصل 
فى بلدية بوحديدة التابعة لألاك بالبراكنة ، حيث توجد مدرسة من 6 فصول سقطت ولم ترممها الدولة لسبب بسيط ، وهو أن جماعة ولد اجاي لاتريد جماعة ولد مكت أن ترممها. وجماعة ولد مكت لاتريد جماعة ولد اجاي ان ترممها ! وأنقضت سنتان وهذه السنة المقبلة هي السنة الثالثة ، كثير من الأهالى رحلوا عن البلدية المذكورة لتدريس أطفالهم ، وكثر لامقدرة لهم مما منع أبنائهم من الدراسة .
تخرج ولد لوداعه من المغرب - كخليله ولد اجاي - وبدأ مشواره المهنى فى سبتمبر 1991 فبراير 2002 بوصفه إطارا فى الشركة الوطنية للصناعة والمناجم فى ازويرات ، ولكن محاولاته تسييس الشركة بجعلها طرفا سياسيا في المشهد السياسي بمبادراته الداعمة للحزب الجمهوري ، أثار غضب المدير ولد هيين الذي يحرص على استقلالية الشركة وبعدها عن الصراعات السياسية ، مما دفع صاحبنا لمغادرة الشركة والعمل في انواكشوط مع مجموعة أهل انويكظ ، وسيشغل بين فبراير ودجمبر 2002 منصب مسؤول القطاع الفنى فى الموريتانية لتخزين المواد البترولية .
في يناير 2003 دخل القطاع الخاص عن طريق إنشاء مؤسسة للأشغال خاصة بمجالات المياه ، حفر الآبار والصرف الصحي والطاقة الكهربائية.
ولأن نظام الدولة عسكري - قبلي ، سيعمد الجنرال عزيز إلى " اتسكري " ولاية لبراكنه بتعيينه ولد لوداعة وزيرا بعدما أطاح بالدرويش ولد الشيخ عبد الله ، حيث عينه وزيرا للصناعة والمعادن مرتين من 31 أغسطس 2008 إلى 12 فبراير 2011 .

اسنيم SNIM

شركة بكر في الفساد رأى فيها الجنرال وجراده بقرة حلوبا وهو الجائع أبدا ، فانتدب ولد لوداعه لحلبها له ولجراده بعدما أظهر له كثير التزلف والطاعة العمياء ، شركة غادرها قبل سنوات غير مأسوف عليه تطارده اتهامات فساد في كل مسؤولية أسندت إليه فيها وسرقة معدات وبيعها ، ليعود إليها مديرا عاما( فبراير 2011 إلى ابريل 2016 ) .
إن كانت لولد الطايع وعهده من حسنة فأبحث عنها في اسنيم ، فقد أدرك باكرا بأن شركة بحجم اسنيم
تشكل عمودا فقريا لإقتصاد البلد بصفة عامة وشريان حياة لمدن وقرى الشمال بصفة خاصة ، وهي ثاني موظف لليد العاملة بعد الدولة ، ويجب أن تبقى خارج الحلبة السياسية والفساد المالي وكل ما يمكن أن يؤثر عليها سلبا ، فانتدب لإدارتها - مباشرة بعد وصوله للسلطة - أكثر الأطر الموريتانية آنذاك تكنوقراطية السيد محمد السالك ولد هيين ، والذي أدارها بكل مهنية وذكاء على مدى 20 عاما تقريبا ( فترة حكم ولد الطايع ) فكان البعض يصفها بأنها دولة داخل دولة لاستقلاليتها في اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة لها ، وبعدها عن الصراعات السياسية أو تدخل للحكومة في شؤونها ، واستطاع هيين أن يعبر بها أزمات أسعار الحديد وأزمات إضرابات العمال مطبقا سياسة " ما تيبس التاديت أولا ايموت لعجل " وعمد إلى تفريق بيض الشركة ( الفائض المالي ) كلما ارتفعت الأسعار ، بإنشاء شركات صغيرة في عدة قطاعات وفرت فرص عمل جديدة ونوعت مصادر الدخل للشركة ، وكانت كفاءة العامل ومهنيته معيار إعطائه المسؤولية أو الترقية ، فكثر المهندسون والأطر الأكفاء بالشركة وتمتعت بسمعة محترمة في الأوساط الدولية وبين نظيراتها العالمية .
بعد الإطاحة بنظام ولد الطايع وعزل ولد هيين ، سيتداول 8 مدراء على الشركة ، تعاقبوا على حلبها للجنرال أغلبهم تلاحقه فضائح مالية أو تسيير ولا يتمتعون بالكفاءات والمتطلبات العلمية لشغل هذا المنصب، حيث "يفتقدون الكفاءة العلمية العالية في تسيير المؤسسات الخصوصية، كما تغيب لديهم التجربة الدولية، فضلا عن انعدام الاستقلالية . وسيسجل ولد لوداعه إسمه في سجل ناريخ الشركة كأسوء مدير في تاريخها، وأكثرهم تملقا وتزلفا وانبطاحا للحاكم ، لا ينافسه في هذه المساوئ سوى توأمه ولد اجاي ، وسيثبت ولد لوداعه لولي أمره مدى طاعته وحب خدمته ضاربا عرض الحائط بأخلاق المسؤولية وحجمها خارجا على كل أدبيات التسيير من خلال فضائح الفساد ، الزبونية ، السرقة ، ... ومن بين فضائح تسييره الكثيرة : اكتتاب صهرالجنرال التي صارت مضرب مثل في الشفافية في عدم الشفافية ! 
فبعد سنة من زواج المعني بأسماء إبنة الجنرال ستتصل السلطة العليا ( تكيبر أو الجنرال ) بحصان الفساد المطيع ولد لوداعه لتوظيفه بالشركة ( بداية فبراير 2013 ) ، وسيجرى له امتحان توظيف في ظروف خاصة ، امتحان سيصبح مدعاة للسخرية والتندر عند الخاصة كما العامة , فقد كان سؤال الإمتحان حول دور البنوك في الإقتصاد الوطني، وكان جواب صهر الرئيس : إنه حفظ النقود "اگوامْ الفظة" ( راجع ملف صهر الفساد 11/40 ) .
تقلد المفسد ولد لوداعه منصب مدير عام للشركة وأسعار الحديد تشهد طفرة عالمية مكنتها من توفير فائض مالي معتبر ، ولكن خمس سنوات من سوء إدارته لها جعلتها تتخبط في الديون ( تماما كما فعل توأمه للبلد ) وتعيش أصعب وضعية عاشتها خلال عمرها ( أربعة عقود ) منذ تأميمها نوفمبر 1974 .

بدأ المفسد في أول يوم تولى فيه إدارة الشركة محسوبية وزبونية وقبلية ضيقت الخناق على الأطر الأكفاء في ما يشبه انتقاما منهم والشركة ، فصار 15 مديرا في إدارة الشركة من قبيلة واحدة ( أصهاره ) بما فيهم مدير الإنتاج ! رغم أن القبيلة المذكورة كانت تحظى بوجود معتبر في الشركة قبله نظرا للجغرافيا وتاريخ المنطقة ، ولكن في عهده صارت لهم حظوة وحضورا أقوى .

السارق والسارقة ..
منح المفسد لإخوة زوجته ( رايعة بنت لمان ) مشاريع منها بناء Des refectoires في مقرات الشركة ولم ينجزوا العمل ، وشركات تنظيف ... إلخ .
وفي سابقة في تاريخ الشركة حاول المفسد وزوجته مغادرة الشركة - بعد عزله - ببعض المسروقات استردت إدارة الشركة منها خمس سيارات ، كما تم التحفظ على ثلاث حاويات على الأقل ملئت بالأفرشة والمعدات التي كانت في إقامات المدير في ازويرات وانواذيبو وإقامة أخرى في ضواحيها.
كما تمت مصادرة حاوية أربعين قدما بحضور ممثلين عن الدرك بكانصادو عثر على سيارة سادسة بداخلها وبقايا أكياس من البلاط (كرو) كانت تستعمله الشركة في بناء غرفة جديدة بمنزل المدير .
وكانت زوجته قد أرسلت قبل مغادرتهم لأنواكشوط بشاحنة ووصل ( Un bon ) لمؤسسة Somasert المختصة في توريد المواد الغذائية والتابعة للشركة ، وتم تحميل الشاحنة لها بكل أصناف المواد الغذائية قبل أن يوقف الدرك الشاحنة وتتم مصادرتها وإعادتها للمؤسسة الآنفة الذكر .

ومن أمثلة فساد المفسد ، إبرام عقد بداية 2016 مع مجموعة أهل غده تزود بموجبها المجموعة L'économat ( مصلحة تزود العمال بحاجياتهم من المواد الغذائية وتقتطع أثمانها من مرتباتهم ) بأرز محلي ردئ بدل أرز مستورد عالي الجودة ، كم كانت قيمة العمولة ؟ الله أعلم .
هناك أيضا شاب تزوج بابنة زوجته رايعة ، ورغم أن شهادته ليست أعلى من شهادات بعض الأطر وحديث عمل بالشركة ، قام بتعيينه في منصب عالي ب Département 600 .
وهناك أيضا قصة الشاب ( مثال من أمثلة كثيرة على ظلم المفسد وغطرسته ) احمد دينا ول الوافي ، مهندس خريج مكناس المغرب ، لما طال الإضراب وبدأت ملامح تأثر الشركة به سلبا ، إجتمع مع أطر زملاء له في العمل وتدارسوا طريقة لحل المشكل واتفقوا أن يحرر المعني رسالة يبعثها للمدير عبر بريده الالكتروني مع خاصية cc موجهة لكوادر وأطر الشركة ، يشرح فيها مشاكل القسم الذي يعمل فيه ويدافع عن حقوق العمال فيه ، بعدها بيومين أقيل من منصبه ونزعت منه سبارته ووزع تعميم موقع من المدير بتعيين شاب مكانه يدعى سيدي ، وأحيل المعني Ingeneur ، conseil au departement 900 بمعنى آخر أحيل ل " المرأب " وتم خفض راتبه نظرا لفقدانه علاوات وظيفته السابقة ، غضب الشاب ودخل مكتب السيد محمد ولد اخطيرة ( أحد ال 15 ) وكان آنذاك directeur du siège d'exploitation مدير مقر الإستغلال يشتكي ما حل به من ظلم فقال له : سأمنحك إجازة مفتوحة تذهب فيها للبحث عن عمل في أنواكشوط !! وحينما تجده قدم استقالتك من الشركة !! لم يكن للشاب من خيار آخر ، فوجد عملا في شركة mtc ( أهل غده ) كمدير صيانة وبعد شهر من عمله معهم رفضوا إعطاءه عقد عمل بحجة أن مكتب المصادر البشرية مازال قيد التأسيس ، وفعلا في ذلك الوقت كانو يؤسسون الشركة ونقلوها من مقر صغير في لكصر عبارة عن مكتب نحو مقر يقع على طريق عزيز ، المهم أن الشاب استقال ورجع لاسنيم على أمل استرجاع وظيفته ولكنه بقي عاطلا عن العمل حتى تمت إزاحة المفسد عن إدارة الشركة وتولى ولد البشير منصب المدير لها فعينه بعد يومين فقط رئيس مصلحة TO 14 .