إعلانات

توحيد الرؤية أمر صعب و المانع منه سياسي فقط / الاستاذ يعقوب بن محمد بن أبي مدين

سبت, 20/04/2019 - 18:51
الاستاذ يعقوب بن محمد بن أبي مدين

توحيد الرؤية امر صعب ،والمانع منه سياسي ،ولذلك لم تسفر المؤتمرات الاسلامية عن نتيجة ايجابية ،وخلاصة ماتوصل اليه بعض العلماء في هذا المجال هي انهم قالوا : إذا كان البلدان يتحدان في المطالع او إذا كانت لاتوجد بينهما مسافة تقصر فيها الصلاة وكلها شروط وأقوال لا يمكن ان يعتمد عليها لانها غير مستساغة ومنذ زمن طويل وأنا افكر في المشكلة التي يعاني منها العالم الإسلامي في رؤية الأهلة ،وخاصة رؤية هلال رمضان ،فللاسف دائما تقع فوضى وبلبلة ينتج بسببهاعدم اتحاد الرؤية ،فتصوم بعض الاقطار الإسلامية برؤية معينة ،وتصوم اقطار اخرى برؤية غير تلك الرؤية ،ولمابحثت في المسالة وجدت أن عموم الأدلة يدل على اتحاد الرؤية وعمومها،فقد ورد في الأحاديث الصحيحة الصريحة (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما)،وحتى المذاهب الفقهية تقول إنه إذا رؤي الهلال في بلد لزم سائر البلدان الاخرى كمافي كتاب الفقه على المذاهب الاربعة ،وخاصة في المذهب المالكي ففي مختصر خليل يقول: وعم إن نقل بهما،يعني العدلين. ومن المعلوم أن ثبوت الهلال يقع برؤية عدلين او مستفيضة ،هذا هو قول المذهب . ويثبت ايضابرؤية عدل واحد فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كمافي حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان اعرابيا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره انه رأى هلال رمضان فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اتشهد ان لاإله الا الله وان محمدا رسول الله ،فقال الاعرابي نعم ،فامر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا رضي الله عنه ان يؤذن في الناس بثبوت الهلال.كمافي زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم. اما حديث كريب الذي في مسلم فقد قال العلماء إنه يستدل به على رؤية من كان صائما برؤية وبلغته رؤية أخرى سابقة ،فعليه ان يلزم رؤيته حتى يرى الهلال نهاية الشهر،كما قال ابن عباس رضي الله عنه لما اخبره كريب برؤية معاوية رضي الله عنه في الشام قال له لانزال نصوم حتى نراه هكذا علمنارسول الله صلى الله عليه وسلم،وقد بوب النووي رحمه الله على قصة كريب هذه بباب ان لكل بلد رؤيتهم،ولكن قال علماء الحديث إن ذلك خبر آحاد لايقاوم كل الأحاديث الدالة على عموم الرؤية. والله تعالى اعلم. بعضه ملخص من كتاب مختلف الحديث لعبد الله بن احمد بن حنبل رحمه الله تعالى.