إعلانات

تموز ـ يوليو ـ شهر الانقلابات في البلاد العربية / العميد الحسن مولاي علي

ثلاثاء, 24/07/2018 - 03:18

كان انقلاب 23 يوليو 1952 في مصر، من أبرز انقلابات العرب المعاصرة، وابعدها أثرا، لكنه لم يكن أولها حدوثا، فقد سبقته خمسة انقلابات في العالم العربي؛ كان أولها عام 1936 في العراق، بقيادة بكر صدقي، وكان الثاني في العراق أيضا سنة1941 وقاده رشيد الكيلاني؛ أما الانقلابات الثلاثة الأخرى فتتابعت في سوريا، عام 1949 وحده، وقادها على الترتيب حسني الزعيم، سامي الحناوي، وأديب الشيشكلي؛

وهكذا كان تحرك صغار ضباط الجيش المصري، الذي بدأ حركة احتجاج على تأخر رواتبهم، ثم تحول إلى انقلاب عسكري ناجح، استولى على السلطة وخلع الملك فاروق، وأعلن الجمهورية، كان السادس في الترتيب عربيا، لكنه كرس يوليو-تموز شهرا لغالبية الانقلابات العربية التي قدر لها أن تكتب، باسم الثورة، تاريخ انتصارات وانكسارات العرب، قبل ثورة الربيع العربي.

وهكذا نفّذ ضباط في الجيش العراقي في 14 يوليو تموز 1958، انقلاباً عسكرياً هو الثالث عراقيا، قاده كل من عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، وكانت أهم نتائجه إلغاء النظام الملكي الهاشمي، وإعلان الجمهورية؛ ثم بعد عشر سنوات، في 18 يوليو تموز 1968، نفذ ضباط عراقيون، بينهم أحمد حسن البكر، وصدام حسين، انقلاباً أطاح بالرئيس عبد الرحمن عارف، ومكن حزب البعث العراقي من السلطة.

وفي السودان، نفذ الضباط الشيوعيون في الـ 19 من يوليو-تموز عام 1971 انقلابا عسكريا صاحبه انفلات أمني كبير، قبل أن يتمكن الجيش السوداني، مدعوما بموجات من الجماهير، من إحباط الانقلاب الشيوعي وإعادة جعفر النميري إلى سدة الحكم، في 22 من يوليو نفسه.

أبرز انقلابات يوليو العربية في الذاكرة الموريتانية، كان انقلاب العاشر 10 يوليو-تموز 1978، وهو الذي رسم طريق الألم الذي نسير عليه منذ اربعة عقود.
وقد شذ عن شهر يوليو من الانقلابات العربية بعيدة الأثر، كل من انقلاب القذافي في ليبيا، حيث وقع في الفاتح من سبتمبر 1969، وانقلاب حافظ الأسد في سوريا، وقد كان في 16 من تشرين الثاني- نوفمبر عام .1970.