إعلانات

سرد ُمُمْتِعُ لواقع العلاقة بين أبناء و بنات جيل التواصل الإجتماعي

اثنين, 30/10/2017 - 01:57
صورة تخدم النص

خمس سنوات من الخداع بطلها هي و أنا و هاتفي الرديء الذي اشتريته بقرض كلفتني ثقة صاحبه حتى يأتمنني زهاء ثلاث أشهر من اعفاء اللحية و حك الجبهة على البلاط فأهل هذه البلاد لا يثقون إلا فيمن يملك مكنسة في ذقنه و دارة سوداء في جبينه
لقد علب سكان هذا الأرض الدين و جعلوه قالبا بدون قلب.
 انتبهت بشطارة اللص و إلحاح الحاجة إلى قولبة الدين في هذه الربوع و فصلت نفسي على قوام داعية بري،ء يتعفف عن النظر حليف المساجد ،نديم السواك ،و حين اقتنع الجميع بقالبي أخذت بثقة الشَّعَر و سوداوية الدائرة في الجبين ما لم استطع الوصول اليه بإنسانيتي .
 اقترضت الهاتف و اقترضت عشرة آلاف من الرصيد و دلفت الى آبل ستور و قمت بتحميل فيس بوك و واتس آب .
 الفتيات في فيس بوك يختلفن عن سماسرة نقطة ساخنة و تجار شارع الرزق إنهم يهتمون فقط لقوالب من قبيل 
إيان جوزيف سمرهولدر 
 و لأنني لست فارع القامة و لا أملك عيونا زرقاء و لا جسما رياضيا ففي هذه الأرض لا تنبت إلا الحبوب و لا مجال للعضلات قررت ان اختفى وراء أمواج لجة هذا البحر الافتراضي المتلاطم .
في إحدى ليالي الابحار كانت اشرعتي تغالب الربح بحثا عن سمكة او جوهرة او لؤلؤة .
 ألقيت سنارتي مملوءة بكلمات الحنان فسقطت سمكة اكتشفت اخيرا انها كانت جائعة يما يكفي لتسقط في أول فخ مموه.
كتبت لها و لم أصْدقها في شيء فصابايا هذا المنكب تعشق آذانهمن دندنة الكذب في أفواه المغازلين.
تحدثنا عن مشكلة شاحن الآي فون للإيحاء أننا من أسرة التفاحة المقضومة.
 حدثتنا عن معركتها اليومية مع شواحن الآي فون المقلدة في نقطة ساخنة حيث التقليد في كل شيء بدءا بلحيتي و انتهاء بشاحن آي فون الفتاة العشرينية عيش.
 كتبت ان آخر شاحن آي فون أصلي اقتنته من ممثلية الآي فون في ماروكو مول في الدار البيضاء و أنا أعرف ككذاب مثلها يلعب معها اللعبة ذاتها ،بالتكتيك ذاته، أنها إنما اقتنت الشاحن بعشرات دراهم من السويقة في الرباط، إن كانت اصلا وطئت أقدامها ارض الجنس و الحشيش و الحريرة و الدراويش.
 بحدس سوء ظنها بي و بمعرفتها لكذبها .ساقت في حديثها موضوع السفارة المغربية في انواكشوط و ما يعانيه معها المراجعين من صعوبات لا سيما في ذروة الطلب و في أشهر الصيف الثلاثة لإيهامي أنها دخلت الطابور و ختمت الجواز بتأشيرة الى الديار المغربية فنحن معشر الكذابين مولعين بالتأكيد على ما نقول لدرايتنا التامة أنما نقوله يحتاج لتأكيد.
 كتبت ان ماما اتخذت بعد صعوبة الفيزا في زمن الصيف استيراتيجية جديدة حيث اصبحتْ تأخذ التأشيرة في ابريل و تسافر في يونيو .
التهمت كلمة ابريل بما تحوتيه من دلالة ،و قلت لها حسنا فعلت ماما .
حدثتها انا كذلك عن ليالي في الرباط و كازا و مراكش و طنجة.
 حدثتها عن مقعدي في قهوة فالنسيا آيس و عن مكاني في ماگدو آگدال و قالت لي لا بد أنني أعرفك فتلك أرض أعرف تلعها و نجادها و سألتني ان ابعث لها صورة مني و لأنني اعرف بتجربة الكذاب انها لا بد ان تقول انها تعرفني لتكون تعرف سهول الرباط و تلاعها و تعرف اسماء نادلي القهوة و تسميات وجبات ماكدو. ،بعثت لها من جيني صورة و قالت لي هذا المحيا بيني و بينه علاقة بصرية لم اشعر بغرابته على عيوني فما اسمك يا نديمي في حانات الرباط قلت لها إن اسمي عبد الرحمن و ربما صدقت من حيث لم أقصد فكلنا للرحمن عبيد..صدقك و هوً كذوب
كتبت لي عاشت الأسامي
 و ابدت إعجابها باسمي الجميل حدثتها انا كذلك عن عذوبة الاسم عيش ،عن رشاقته ،و عن انه يحيل الى الحياة كما انه تكمن فيها دلالة العيش عند اهلً القبلة من ناحية تحسين المزاج و التغلب علىً التوتر و العصبية، قالت لي أتدري ما هي المفارقة أنا فتاة من الترازة ،فرحت بهذا التصريح الذي وشى لي بأن هذه الفتاة ستكون كتابا مفتوحا لي ،فقلت لها لقد فاح لي من اسمك أريج البشام و تذوقت فيه تمر نخيل" ولد الخ "و رأيت من خلاله الدنيا كما قال محمد ولد احمد يوره
من لم ير الخط ممطورا و ساكنه
 فإنه ما رآى الدنيا و لا الناسا

اعرف انها لا تعرف طلعة "انخل ولد الخ "و لا قطعة" الخط هذه لكن المرأة دائما بحس الأنوثةً تستدل عل مكامن الغزل، ضحكت لي ضحكة فهمت منها ان الإيحاء الغزلي وصل، و ان المضمون الثقافي أكلته الريح الدبور او ضَل طريقه.
المرأة بحسها الأنوثي تستوعب الغزل دون ان يكون ثقافة عالمة عندها.
قالت لي ان مضارب اهلها في أرض العقل و انها لم تر الخط و بالتالي تكون لم تر الدنيا  و لا الناسا و ربما تكون صدقتني في هذه وهي كذلك كذوب
 تمضى الليالي و الأيام نتحدث فيها عند كل شيء و عن لا شيء تحدثني عن عشقها للشوكولا و البحر و شعر نزار و أغاني كاظم و راشذ الماجد فهذه تشكيلة لا بد ان تتحدث عنها الفتيات في بلادنا و إلا يصبحن خارج عوالم الموضة و الرقي
 حدثتني عن عشقها لشوكولا ناتلا و انها تنوي ان تسمي ابنتها الكبرى بهذا الاسم فقلت لهت مغازلا سيأتيها منك انت طعم الشوكولا و من نانلا الاسم ابتسمت لي و قالت: كلماتك تترك وجهي قطعة طماطم لتوهمني انها تمتلك خفر العذارى و رددت الابتسامة بأخرى اكثر خبثا .
 قالت لي أن بيتها في الطابق العلوي من الفيلا يسمونه صديقاتها قصر الشوكولا قلت لها بكلمة ظاهرها الغزل و باطنها القول بخلو الليت من مشتقات الكاوكاو .هل لأنك انت بالبيت سموه بقصر الشوكولا ،ضحكت ثانية و قالت ان الغواني لا يعترفن لمثيلاتهن بذلك و صدقت في هذه كذاك
فلقد قال عمر النزاع ابي ربيعة

حسد حملنه من اجلها 
 و قديما كان في الناس الحسد

حدثتني عن عيد ميلادها و عن شجرة الكيك التي طبعت عليها صورتها و دعت لها الأقارب و الأصدقاء في لية "كانت ازوينة" على حد قولها و هي عبارة سأردك لاحقا انها تتكرر كثيرا على ألسنةً الصبايا في هذا المنكب مثلها مثل وني، و بوت، و الجو ،و بعطيك عمرك ،وما عاقبو شي ،و الظهور، و المتاهات 
 و لتكمل لعب دور الفتاة المتحضرة حدثتني عن صديقتها مريم التي على حد قولها لا تعرف كيف تأكل الكيك و تتناوله كما تتناول ماروً و الحوت ،ضحكت لها ضحكة متكلفة فانا اعرف انه في حياة كل فتاة هنالك فتاة تجعل من السخرية منها حديثا و فتى تتخذ منه بيت مال باسم الحب و هذا ما سأكتسفه لاحقا مع عيش .

نقلا عن صفحة المدون المُبْدِعْ / Abdurahman Sidina .