إعلانات

الملياردير ولد الشيخ أحمد خسِرَ الكثير و رجع بخُفّي حُنَيِنٍ (صورة)

أحد, 16/04/2017 - 19:02

يعتقد بعض المتسيسين في موريتانيا أن المال وحده كفيل بأن يمنح صاحبه مكانة سياسية مرموقة، ويعطيه شعبية معتبرة، فبقدر ما ينفق من ماله يحصل على مكانة متقدمة بين القوم، ويحسن ذكره، في حين يرى آخرون أن الخلفية القبلية، والاجتماعية، والكاريزما، والوظيفة السامية في الدولة أمور لا بد من توفرها لمن يريد الصدارة في المشهد السياسي، وقد شكل مهرجان بشائر لعصابه الذي احتضنه قصر المؤتمرات مساء أمس السبت مثالا حيا على زيف النظرية الأولى، حيث لم يذهب "أهل الدثور بالأجور" بل إن الملياردير زين العابدين ولد الشيخ احمد - أو بوعماتو نظام ولد عبد العزيز كما يسميه البعض- أنفق من ماله الكثير، وسهر الليالي في الفندق، وفي منزله الفخم بتفرغ زينه، وحاول جاهدا أن يخطف الأضواء في "بشائر لعصابه" وكان قد أعد لكلمة سيلقيها أمام الجمهور من على المنصة الرسمية، لكن ذلك لم يحصل، بل إنه لم يعتل المنصة أصلا، وجلس في الصفوف الخلفية، وهو "يـُقلب كفيه على ما أنفق فيها"، حتى إن أيا من المتحدثين على المنصة لم يذكره بخير، ولو عرضا، وهو الذي خسر أمواله طوال أسبوعين من الاجتماعات الماراتونية، ليجلس آخرون في النهاية على المنصة، وتـُلتقط صورهم، وكلماتهم، بينما توارى هو عن الأنظار.

 وبما أن السياسة لا تتعامل بمبدأ المنظمات الخيرية، وزين العابدين لم ينفق على بشائر "لعصابه" من ماله ابتغاء وجه الله لا يريد جزاء ولا شكورا، لذلك فإن رجل الأعمال المتواري بطبعه عن الأضواء زين العابدين ولد الشيخ احمد ربما يستفيد من هذه المغامرة أن السياسة لعبة صعبة، وجمع الأصوات فيها، وتحصيل الشعبية قد يكون أصعب من حصد المليارات، وأن تفوز بتمثيل مقاطعة، أو ولاية فذاك أمر أصعب بكثير من فوزك بصفقة مربحة لإنشاء جسر، أو طريق، أو تشييد سوق تجارية، وقد يعود الرجل لينشغل بتسيير ملياراته، ويترك السياسة التي هي في النهاية استثمار غير مضمون الأرباح، ورأس المال جبان، لكن البعض يرى أن الرجل مضطر للتسيس، فليس بالمال وحده يحي الإنسان.

نقلا عن الوسط .