إعلانات

السلام السوري يصطدم بإيران..

خميس, 26/01/2017 - 10:14

نشر موقع "غازيتا. رو" أن روسيا قدمت أثناء المفاوضات في أستانا خيارها للدستور السوري، في حين أن وفد المعارضة المسلحة رفض توقيع البيان الختامي.

جاء في المقال:

رفض وفد المعارضة المسلحة السورية توقيع البيان النهائي في ختام مفاوضات أستانا، لأن المعارضين غير راضين عن دور إيران في التسوية السورية المقبلة. أما موسكو، وكما عهدناها من قبل، فتميل إلى تحقيق توافق بين أطراف النزاع قبل بدء المفاوضات الأساسية في جنيف – ومن أجل ذلك وضعت لسوريا دستورا جديدا مقبولا لتركيا، ولكنه غير مرضٍ للكرد.

الممثل الخاص للرئيس الروسي بشأن التسوية السورية، رئيس الوفد الروسي في محادثات أستانا ألكسندر لافرينتيف سلم وفد المعارضة المسلحة السورية مشروع الدستور المقبل لسوريا - كما يراه الخبراء الروس. وأكد لافرينتيف أن روسيا لا تريد أبدا فرض رؤيتها لحل هذا النزاع المديد، وأن هذا هو مجرد اقتراح روسي ليس أكثر؛ داعيا أطراف النزاع إلى العناية بالخيار الجديد، في محاولة من روسيا للتسريع في تحقيق التسوية السياسية.

هذا، وقال مصدر مطلع على سير المفاوضات لموقع "غازيتا. رو" إن المشروع الروسي يؤكد مبدئية الحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة السورية الكاملة، وكذلك الطابع العلماني للدولة.

وأشار المصدر إلى أن المشروع الروسي لا يقترح إجراء تغييرات حادة في الدستور السوري والنظام الحكومي القائم حاليا في الدولة السورية، وإنما يقترح زيادة عدد المشاركين في منصب نائب رئيس الجمهورية، وإضافة المزيد من الإدارة الذاتية في مواضعها".

وهذا يعني أن الفدرالية الكردية في شمال سوريا، الذي أعلنتها الجماعات الكردية المسلحة، تستطيع الحصول على مزيد من الاستقلالية، ولكن عبر البوابة الرسمية في دمشق. بيد أنه لن يكون بمقدورها الإعلان عن سيادتها الذاتية.

وهذه النقطة الأخيرة بالغة الأهمية بالنسبة إلى تركيا، التي تنتابها أشد أنواع الحساسية لدى الإشارة إلى مسألة إقامة حكم ذاتي قومي للكرد. أما على الجانب الآخر، فأعلن حزب العمال الكردستاني، الذي لم يشارك ممثلوه في مؤتمر أستانا، رفضه لأي قرارات تصدر عنه، حيث من المعروف أن الحزب يطالب بالاستقلالية والسيادة القومية على الأرض، التي تقع بين تركيا، سوريا والعراق.

من ناحية أخرى، وعلى الرغم من وجود إجماع مسبق على القرارات الختامية لمؤتمر أستانا، وذلك بعد إجراء ممثلي البلدان الضامنة مشاورات مباشرة مع أطراف النزاع، فإن الوفد، الذي مثل المعارضة المسلحة في أستانا، رفض فجأة توقيع البيان الختامي، متذرعا بالدور الإيراني في سوريا.

ولم يخفِ المعارضون السوريون عدم رضاهم عن سير المفاوضات بسبب الموقف الإيراني، الذي لا ينوي بعد سحب وحداته العسكرية من سوريا. كما حمل المعارضون إيران والوحدات العسكرية التابعة لها مسؤولية خرق وقف إطلاق النار في سوريا.

وعلق مندوب سوريا الدائم في هيئة الأمم المتحدة بشار الجعفري على موقف المعارضة هذا بالتذكير بأن "إيران تعدُّ إحدى الدول الثلاث التي ستضمن التسوية السياسية" في سوريا.

وتضع المآخذ، التي تطرحها المعارضة السورية إزاء إيران، موسكو في موقف صعب. وأحد هذه الخلافات يرتبط بالمشاركة الأمريكية في التسوية في التسوية السياسية في سوريا. فبينما ترفض إيران مبدئيا هذه المشاركة الأمريكية، رحبت موسكو بها على لسان ممثل الرئيس الروسي في مفاوضات أستانا.

من جانبه، علق وزير الخارجية التركي السابق يشار ياكيش على ذلك بالقول إن إيران تتخوف من فقدان دورها لاحقا كلاعب مؤثر في سوريا لمصلحة الدور الروسي المتنامي. واعترف الدبلوماسي السابق بأن "تركيا بدورها لم تقرر بعد كيفية تخليها عن موقفها السابق، الذي كان ركيزته أن بشار الأسد يجب ألا يلعب أي دور في التطور السياسي للبلاد مستقبلا". وأشار ياكيش إلى أن "زعماء هذه البلدان يجب أن يجدوا حلا وسطا فيما بينهم" بعيدا عن تضخيم الخلافات".

من جانب آخر، رأى الباحث في معهد الشرق الأوسط المستشرق فلاديمير أحمدوف أن المصاعب التي تواجهها العلاقات الروسية-الإيرانية في سوريا يمكن حلها في لقاء بين الرئيس الروسي بوتين والزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي، والتوصل إلى اتفاق على أعلى المستويات. وقال الخبير إنه "أصبح من الضروري الاتفاق مع إيران، التي تسللت إلى الأنسجة الحية للنزاع السوري". وحذر الخبير من أن يؤدي غياب هذا الاتفاق إلى توسيع الخلافات بين إيران وروسيا في المرحلة المقبلة.

إلى ذلك، تنوي روسيا مواصلة الحوار مع ممثلي المعارضة، ودعت بعض ممثلي فصائلها المختلفة إلى اللقاء في العاصمة الروسية يوم 27/01 2017.

 

 

روسيا اليوم