إعلانات

قمة أبوجا حول غامبيا تصب في داكار / إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

سبت, 17/12/2016 - 22:23
الباحث والخبير فى شؤون غرب افريقيا  / اسماعيل  يعقوب   الشيخ سيديا

قمة أبوجا الخمسون للدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا CEDEAO الملتئمة اليوم في دولة المقر نيجيريا و تحت رئاسة السيراليون؛ قمة عادية ولكن مضمونها طغى عليه طابع "الطارئية" فرغم أن بطالة وفقر الشباب وتأثيرات التغيرات المناخية كانت مسطرة القمة؛ إلا أن رفض الرئيس الغامبي يحيى جامي لنتائج الرئاسيات بعد أن هنأ الفائز بفوزه آداما بارو؛ ألقى بظلاله على جدول الأعمال. فرؤساء الدول الأربع الذين وفدوا إلى غامبيا أول أمس (السيراليون وليبيريا وغانا ونيجيريا) كلهم حضروا قمة اليوم. وقد طفحت لغة التأني والمجاملة على التصريحات الأولية لبعضهم؛ مثل الرئيسة الدورية ألين جونسون سرليف؛ التي تحدثت عن مساعدة المنظمة للدولة العضو غامبيا في تجاوز مشاكلها. ليس ضمن السي دي آ أو عضو واحد يحد غامبيا؛ سوى السنغال التي تلفها من كل الجهات عدا الواجهة الأطلسية للبلد؛ لذا فالمنظمة ستترك الحل على الأرجح في جزء كبير منه للسنغال. يحيى جامي يملك حق الطعن في النتائج كباقي المرشحين وقد تقدم به حزبه في الآجال القانونية، لكن إعادة الفرز لم تأت بنتيجة تقلب الموازين؛ إضافة إلى أن إلغاء الإنتخابات من صلاحيات المحكمة العليا وتلك لم تلتئم منذ ثمانية عشر شهرا؛ وإن التأمت فبتعيين جديد من رئيس إجرائيا لا يملك السلطة الدستورية والزمنية لذلك حيث تنتهي مأموريته منتصف شهر يناير. موقف السنغال من الأزمة السياسية في غامبيا بدا منذ الوهلة الأولى مذهولا فقد سابق وزير خارجيته إلى التنديد والتهويل وبعد أيام وقبيل قمة أبوجا دخل رئيس السنغال على الخط واستبعد القوة وتحدث عن حوار هادئ ومخرج آمن للرئيس جامي. قبله لوح أمين عام المنظمة الإقليمية النشطة CEDEAO بأن المنظمة تفتح كل الاحتمالات بما في ذلك استخدام القوة العسكرية لتنصيب الرئيس المنتخب آداما بارو وهو شيء ممكن عمليا بحكم وجود لواء مكون من 20000 فرد يتسمى "القبعات البيضاء" لدى المنظمة وهي قوة تدعى( إيكوموگ ) يعسكر منه أربعة آلاف في غينيا بيساوو جنوب السنغال منذ تنحي العسكر فيها عن الحكم لصالح مدنيين منتخبين؛ وقد ساعدت هذه القوة في تحقيق مهمتها المتمثلة أساسا في وقف إطلاق النار ؛ وذلك في كل من ليبيريا وسيراليون في نهاية القرن الماضي؛ مما أدى إلى انضمام دولتين إفريقيتين من خارج المنظمة إليها. ويبقى موقف السنغال المشاكس بداية والمهادن مؤخرا هو المحدد الرئيسي لما سيدور في بانجول؛ خصوصا أن الرجل القوي جامي ضمن ولاء الجيش والمخابرات العسكرية؛ آلتيه اللتان ثبتتا عرشه لقرابة ربع قرن؛ غير أن المخرج الآمن والمنفى الاختياري المفترض للرئيس جامي في حال ما إذا رضخ للرفض الجامح لجموحه؛ لن يكون بكل تأكيد جمهورية السنغال. إذ تعتبر محاكمة الرئيس اتشادي الأسبق حسين هابري في داكار بعدما قدم إليها لاجئا ؛ والحكم عليه أمور تفزع الرؤساء السابقين غير المنتخبين أو ممن رضعوا الخلط بين الرشاش وصندوق الاقتراع؛ من الاستقرار في داكار. وتبقى نهاية سنة 2016 في غرب إفريقية بامتياز غامبية؛ حيث مشاكسة الرئيس يحيى جامي وغرابة أطواره تطغى على أحاديث الساسة والعامة حتى ولو أزف رحيله.