إعلانات

محطات مضيئة من سيرة حاكم لا كالحكام ( صورة )

ثلاثاء, 19/04/2016 - 12:52
الحاكم العادل :  چاگيلى ولد المختار ـ رحمه الله تعالى ـ

في يوم من أيام 1952 كانت مدينة ول ينج على موعد مع ميلاد طفل سيكون بعد ذلك نموذجا نادرا للعدالة و الاستقامة، إنه الإداري المدني الحاكم چاگيلى ولد المختار رحمه الله.
عُين عدة مرات حاكما للعديد من المقاطعات وكان يترك في كل واحدة منها بصماته المتميزة بالنزاهة والإخلاص، وقد كانت آخر محطاته في مقاطعة بتلميت .
محطة بدأها بإعادة الذبائح التي دأب سليمان ولد الشيخ سيديا رحمه الله على إرسالها لكل حاكم جديد قائلا لحاملها " أوزن اعلي انا انعود امشي انحاير الول الشيخ سيديا" وذلك لكي يبقى بعيدا عن تأثير الأشخاص.
و أثناء تلك الفترة قام أحد أفراد شرطة الإمارات من أبناء المدينة باستصدار شهادة وفاة لنفسه وقامت السفارة الإماراتية بتسليم مستحقاته للسيد چاگيلي ليقوم بتسليمها لذوي الشرطي "المتوفى" ،فلما علم چاگيلي بالقصة أعاد المستحقات إلى السفارة في نواكشوط.
بعد ذلك تم تعيين مدير جديد لمستشفى بتلميت وهو ابن أخت لوليد ولد وداد مدير ديوان معاوية ومحل ثقته, وكان المدير الجديد يعتبر نفسه فوق القانون و أقام لنفسه منتجعا خارج المدينة يبيت فيه كل ليلة بعيدا عن الضوضاء وإزعاج المرضى, وذات ليلة وقع حادث سير فظيع فقام چاگيلي بزيارة المصابين في المستشفى ولم يجد المدير، ولما سأل عنه قيل له بأنه يبيت في منتجعه خارج المدينة، فاستدعى أفرادا من الدرك و ذهب بهم إليه واستجلبه قائلا له: "لعاد بوك لوليد و امك معاوية لاتليت توخظ بوتلميت يكون بأذن مني " وأرسله مع المصابين إلى نواكشوط تلك الليلة و أصدر قرارا بتوقيف السيارات العمومية أمام مقر الحاكم كل يوم بعد انتهاء الدوام الرسمي.
أما فى الحملة الانتخابية فقد طلبت المعارضة ترخيصا لمهرجان شعبي وهو ما رفضته وزارة الداخلية وبعد ذلك بأيام طلب الحزب الجمهوري ترخيصا لمهرجانه فكان جواب السيد الحاكم بأن المعارضة هي أول من طلب الترخيص وتم رفضه وبالتالي لن يرخص أي مهرجان لحزب آخر قبل الترخيص لها وهو ما استجابت له الداخلية تحت ضغط الحاكم العادل.
كانت داخلية ولد الطائع تضطر قبل كل انتخابات إلى منحه إجازة و استبداله بوالي اترارزة المساعد ليتسنى لها تزوير الانتخابات.
كان رحيما بالفقراء قويا على الأغنياء لا تأخذه في الحق لومة لائم ,ذلك ما أجمع عليه كل سكان المقاطعة والجميع يشهد له بالنزاهة والعدل والإستقامة.
بعد صراع طويل مع المرض توفي رحمه الله سنة 2002 تاركا إرثا من العدل والسكينة لن ينساه له من حكمهم.

يقول عبد الله العتيق ولد اواه فى رثائه:
بوتلميت الْكَـــالْ حــــدْ ** اتـــوفّ منُّو حـــــــاكمْ
متوفِّ حاكم كانْ بعــــدْ ** بالْكَـــالْ المولَ حــاكمْ 

نقلا عن صفحة المدون : محمد فال .