إعلانات

الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيدي .. يُصدر بيانا يوضح فيه موقفه من المسيئة ( نص البيـــــــان )

أربعاء, 19/07/2023 - 08:41

بسم الله الحمد للهْ والصلاة والسلامُ على رسول اللهْ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه 
تتبعت كلام معالي  وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي السيد الداه سيدي أعمر طالب  فسرني مافيه من الخبر الذي يقتضي تحكيم شرع الله عز وجل في حق المسيء إلى الجناب النبوي الشريف صلى الله تعالى وسلم وبارك على نبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم فديناه بأنفسنا وبأهلنا والناس أجمعين والكائنات كلها جزاه الله تبارك وتعالى عنا خير ماجزى نبيا عن أمته,
قال الوزير إن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ سماعه لهذه الحادثة وهي لعمري حادثة تهتز لها الأرض وهو يتابع الأمر بنفسه جزاه الله تعالى خيرا على ذلك  ولا يُستغرب هذا منه لطيب معدنه، فقد روى الشيخان في صحيحيهما الذين هما أصح الكتب المصنفة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[النَّاسُ معادنُ كمعادنِ الذهب والفضة خيارهُم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقُهوا]
 وذكر الوزير في تصريحه أن جماعة العلماء التي تُعنى بالفتاوى ستحكم في المسألة الحكم الذي أراها الله عز وجل أنه الحكم الشرعي وظننا أنها إن شاء الله تعالى ستقوم بالمسؤولية في ذلك وهي إخراج هذا الساب ذكرا كان أوأنثى وإعدامه نرجو لها التوفيق من الله تعالى ،
<قلتُ> قد أجمع العلماء على أن ساب النبي صلى الله عليه وسلم كافر مرتد وحكم الكافر المرتد معروف بين أهل المذاهب الأربعة وغيرهم من أهل العلم قديما وحديثا ولكن الردة بسَبِّ النبي صلى الله عليه وسلم لها أحكام أشد لما اشتملت عليه من فساد دنيوي وأخروي،
وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي قتل أم ولد له كانت تسبه  صلى الله عليه وسلم  على قتلها وكان للرجل منها ولدان وكان ينهاها عن سب النبي صلى الله عليه وسلم ولا تنتهي ففي إحدى الليالي سبت النبي صلى الله عليه وسلم فقام إلى مِغوَلٍ فوضعه في بطنها ثم اتكأ عليها حتى أنفذها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ أشهد أن دمها هدر] والحديث صححه الذهبي في التلخيص وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
قال الإمام ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى <وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ> أي عابوه وانتقصوه ومن ها هنا أخذ قتلُ من سب الرسول صلوات الله وسلامه عليه أو من طعن في دين الإسلام أو ذكره بتنقص انتهى منه بلفظه. وقد قُتلت جماعة في العصر النبوي سبت النبي صلى الله عليه وسلم   كأبي عَفَكٍ  المعروف بهجائه للنبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول فيه الشعر وقال صلى الله عليه وسلم كما عند ابن سعد وغيره من لي بهذا الخبيث فقال سالم بن عمير علي نذر أن أقتل أبا عفكٍ أو أموت دونه  فوفى بنذره رضي الله عنه وسالم هذا من أهل بدر كثير البكاء عند قراءته القرآن وكان عدو الله يوم مقتله قدجاوز المائة والعشرين، وكعب ابن الأشرف الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من لكعب ابن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله فقال محمد بن مسلمة يارسول الله أتحب أن أقتله قال نعم الحديث بطوله في الصحيحين قتله محمد ابن مسلمة رضي الله عنه ومعه أقوام،
وسلام بن أبِي الحُقيق وكنيته أبو رافع كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم ويعين عليه سار إليه عبدالله بن عتيك ومعه أقوام بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى ابن عتيك قتله، وفي قتله معجزات ظاهرات منها دخولُ ابن أبي عتيك الحِصنَ ومنها أخذُهُ المفاتيح ومنها دخول بيت أبي رافع وقتله له فيه ومنها كسر ساقه ومسحه صلى الله عليه وسلم لها فقام كأنه لم يشتكها قط الحديث في صحيح البخاري.
<تنبيه> قَتَلَةُ كعب ابن الأشرف أوسيون وقتلةُ أبي رافع سلام ابن أبي الحقيق خزرجيون وكانوا يتنافسون على الخير رضي الله عنهم.
وقصة اليهودية التي كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فخنقها  رجل حتى ماتت فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها رواه أبو داوود بسند حسن
وابن خطلٍ  الذي قتل وهو متعلق بالكعبة  وكان قد أسلم وسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ثم ارتد عن الإسلام وعاد إلى مكة واتخذ جاريتين تغنيان بسب النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى الشيخان في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعلى رأسه المغْفَرُ فلما نزعه جاء رجل فقال إن ابن خطلٍ متعلق بأستار الكعبة فقال اقتلوه، وفي هذا الحديث فوائد جمات منها أن سب النبي صلى الله عليه وسلم لاينفع صاحبه التحصن بالحرمة مهما بلغت فالتعلق بالكعبة لم يُغنِ عن عدو الله شيئا  ومنها رفع أخبار أهل الفساد إلى ولاة الأمور وأنه لايعد من النميمة بل هو قربة من القرب إلى غير ذلك من الفوائد التي حواها.
فهذه نماذجُ من الذين قتلوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بسبب شتمهم له وهي تغني عن غيرها من الأدلة لأنها في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وهو الآمر بها ولم يأت نسخها واستمر عليها عمل الخلفاء الراشدين ومن بعدهم ولولا الاختصار لأعطيت  عناوين من ذلك في كافة البلدان الإسلامية عبر القرون واتفاق المسلمين وإجماع كلمتهم على ارتداد الساب للنبي صلى الله عليه وسلم وقتله.
حفظ الله تعالى بلادنا وأبان لها سبل الهدى ومعالمه وذلل لها الصعاب فهذه التصرفات التي صارت تظهر في بعض الدول الإسلامية وفي بلدنا في حق سيد الوجود وسيد ولد آدم وأفضل المرسلين صلى الله عليه وسلم لاتقابل إلا بأعظم الردع فالاستهزاء بالله وآياته ورسوله صلى الله عليه وسلم وكرم ومجد وعظم سواء على طريق الجد أو الهزل لا هوادة فيها ولا مسامحة ولا رأفة رزقنا الله تعالى محبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع ماجاء به من عنده وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين
وكتب الشيخ سيدي محمد الفخامة بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ سيدي
الاثنين 29 ذي الحجة 1444 هجريا
الموافق 17 يوليو 2023 ميلاديا .