إعلانات

هل يتخلى " يفغيني بريجوزين " قائد ميليشات فاغنير عن تاجه الأفريقي

جمعة, 30/06/2023 - 01:06

تتراكم الأسئلة بعد التمرد الفاشل لمجموعة فاغنر شبه العسكرية في روسيا، هل يمكن للميليشيا مراجعة موقعها في أفريقيا، التي تمثل مهد تطورها ومنجم مواردها الاقتصادية.

بينما كانت أرتال الدبابات والشاحنات التابعة لميليشيا فاغنر الروسية متجهة إلى موسكو في نهاية هذا الأسبوع ، قامت طائرة شحن إليوش ، رقمIl-76TDP، بأداء رقص باليه غريب بين قواعد في سوريا وفي أماكن إفريقية متعددة

هل يحول يفغيني بريغوزين بهدوء مركز ثقل عملياته إلى قواعده الخلفية في أفريقيا، حيث يتواجد مرتزقته بنشاط في أربعة بلدان على الأقل؟ أم أنه سيعيد رجاله المتمركزين في إفريقيا لإطلاق " رصاص الشرف والانتقام من بوتي انطلاقا بيلاروسيا؟ والشيء الوحيد المؤكد في ضباب الحرب هذا هو أن القارة الأفريقية، التي تلعب دورا مركزيا في توسع المجموعة شبه العسكرية، تمثل الآن تحديا لبقائها.

على الرغم من أن فاغنر ولدت خلال الحرب في دونباس في عام 2014 ، إلا أن المجموعة أنشأت في إفريقيا لمدة ست سنوات نظاما راسخا لاستغلال الموارد ، لتمويل أنشطتها الدولية ، مثل مشاركتها في أوكرانيا.

 قام هذا التنظيم القوي والوحشي بأول توغل أفريقي له في السودان ، في مشهد سياسي هش، هناك قايض قدراتته الأمنية بامتيازات التعدين. اليوم  فإن فاغنير راسخة النفوذ في قطاع الذهب من خلال العديد من الشركات (M Finance ، M Invest ، Meroe Gold) ، تستغل المجموعة أطنانا من الذهب غير المعلن عنه ، مما يسمح لروسيا بالتحايل على العقوبات الدولية.

دولة عابرة للدول والقارات

بعد الانتشار في ليبيا، ستطور فاغنير قدراتها وتمددها في جمهورية أفريقيا الوسطى  عبر مجموعة كاملة من الأنشطة، العسكرية والسياسية والمالية و"المضللة".

 في وقت مبكر من عام 2018 ، همس مستشارو فاغنر في أذن الرئيس فوستين أرشانج تواديرا، ولاحقا تم استبدال حراسه الشخصيين بحرس بريتوري مكون من رجال الميليشيات الروسية.

وضمن هيمنتها في إفريقيا الوسطى يتم فرض جزء من الرسوم الجمركية من قبل الميليشيات الروسية، التي تتمدد أظافرها أيضا إلى مناجم الماس ، ومناشر الأخشاب الثمينة ، والاستثمار حتى في البيرة. ومن أجل الحد من النفوذ الفرنسي والغربي، أنشأوا "مواقع خاصة وصفحات فعالة" تتولى بشكل خاص نشر المعلومات المضللة، مستهدفين على وجه الخصوص بعثة الأمم المتحدة أو فرنسا.

حرب إعلامية ضد فرنسا

استراتيجية "الحرب الإعلامية التي أتقنتها فاغنر في مالي في عام 2021، بعد أن تولى الجيش السلطة في أعقاب انقلابين (2020-2021)، كانت مؤثرة جدا في "الإيذاء الإعلامي لفرنسا"

استطاع إعلام فاغنير تسويق تهمة ضد فرنسا بأنها أقامت مقبرة جماعية بالقرب من قاعدة جوسي الفرنسية

لكن لاحقا سيكشف أن فاغنير نفسها نفذت مذبح بحق أكثر من 600 مدني بالشراكة مع الجيش المالي في قرية مورا مما أثار غضبا دوليا واسعا

تعززت مكاسب فاغنير كثيرا في مالي، وذلك بعد مطالبة باماكو لفرنسا وشركائها العسكريين الأوربيين والساحليين بمغادرة الأراضي المالية

وما زال المجلس العسكري في مالي يطالب الأمم المتحدة بسحب قوات الخوذات الزرقاء من بلاده، وهو ما يعني أن تبقى مالي خالصة بين فاغنير وقوات المجلس العسكري بقيادة كويتا.

إفريقيا الوسطى...البقاء تحت سقف فاغنير

 في إفريقيا الوسطى أصبحت العلاقة المترابطة مع الميليشيات الروسية قوية لدرجة أن الخلاف بين النظام وفاغنير يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار عميقة للحكومة المضيفة، يعتمد بقاء النظام بشكل مباشر على فاغنر، الذي يضمن حتى أمن الرئيس.

وفي مالي أيضا، تسللت فاغنير إلى الدولة، وهي تستمد مكاسب مالية غير متوقعة نسبيا بفضل تعدين الذهب، ولكن قبل كل شيء، تأثير استراتيجي لا يمكن إنكاره في المنطقة. "مالي هي جوهرة التاج الجيوسياسي

إن مالي الآن هو . بلد "حررته فاغنير من النفوذ الغربي. إنه بمثابة نموذج لهم لتأسيس وترسيخ قوتهم في المنطقة وجذب الدول الأخرى إلى شراكات مماثلة ". من غير المرجح الآن أن يتخلى يفغيني بريجوزين عن تاجه الأفريقي بهذه السهولة.

نقلا عن  موقع " ريم آفريك " .