إعلانات

دخول قطر القطاع الطبي بمصر.. هل يهدد إمبراطورية الإمارات الصحية؟

خميس, 02/03/2023 - 12:37

يبدو أن نتائج زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي لقطر، الأحد، بهدف تشجيع الاستثمار في بلاده، ربما ستضع المستثمرين القطريين في صراع مع نظرائهم الإماراتيين وخاصة في قطاع الصحة الذي تسيطر عليه أبوظبي وتحاول الدوحة الولوج إليه، بقوة.
وخلال زيارة مدبولي، للدوحة، ولقائه الأمير تميم بن حمد الاثنين، وقعت شركة استثمار القابضة القطرية، الثلاثاء، مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة المصرية للاستثمار في تطوير قطاع الرعاية الصحية بمصر.
وفي إطار حاجة مصر لدعم اقتصادها عبر الاستثمارات الخليجية، وقع مسؤولو القاهرة خلال الزيارة 3 مذكرات تفاهم بين وزارة الصحة، وعدد من الشركات القطرية، في مجال تقديم خدمات الرعاية الصحية.

"توغل وتغول إماراتي"
وللشركات الإماراتية حضور قوي ولافت ومتغلغل في قطاع الصحة المصري، إذ تمتلك نحو 15 مستشفى كبرى، وحوالي 100 معمل تحاليل ومركز أشعة شهير في البلاد.
وقامت الشركات الإماراتية بعمليات استحواذ واسعة على مستشفيات مصرية خاصة، فيما كانت أهم الصفقات ما نفذته مجموعة مستشفيات "كليوباترا" المملوكة لشركة "أبراج كابيتال" الإماراتية في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2021، على مجموعة "ألاميدا "الإماراتية للرعاية الصحية.
وأصبح التكتل الكبير يضم مستشفيات "القاهرة التخصصي"، و"النيل البدراوي"، و"الشروق"، و"الكاتب"، و"كوينز"، و"بداية"، و"السلام الدولي" بالمعادي والقطامية، و"دار الفؤاد" 6 أكتوبر ومدينة نصر، ومعامل "يوني لاب"، و"المركز الألماني" لإعادة التأهيل، ومجموعة عيادات "طبيبي 24/7".
كذلك تساهم الشركات الإماراتية في قطاع إنتاج الأدوية المصرية بقدر متزايد باستحواذات على أكبر شركات الأدوية في السوق الكبير الذي يخدم أكثر من 100 مليون نسمة، وتقدر قيمة الاستثمارات فيه بحوالي 45 مليار دولار.
وفي هذا الإطار، وفي 31 آذار/ مارس 2021،  قررت "أبوظبي القابضة" (A D Q) شراء الحصة الكاملة لشركة "بوش هيلث" الكندية في شركة "آمون للأدوية" إحدى أكبر الشركات المصرية في صناعة وتسويق وتوزيع الأدوية البشرية والبيطرية، بمقابل 740 مليون دولار.

اقرأ أيضا:

هي الخطوات الإماراتية الواسعة والمتتابعة التي جعلت من الإمارات صاحبة الرقم الأهم في قطاعي الصحة والأدوية، ما ما دفع مراقبون، للتخوف من تشكيل لوبي إماراتي قوي في قطاع الصحة، وخاصة محيط محافظات القاهرة الكبرى الثلاثة (القاهرة والجيزة والقليوبية).

"حماس مصري لقطر"
ولذا فإن الدخول القطري الجديد في مجال الصحة بتشجيع من الحكومة المصرية، وبعدما صارت الدوحة رسميا على موعد مع دخول هذا القطاع المربح، قد يؤدي إلى تنافس محتمل بين الشركات الإماراتية والقطرية، وفق مراقبين.
وخاصة أن الحماس المصري للحضور القطري واضح، حيث أنه وبحسب مذكرات التفاهم، فإن وزارة الصحة المصرية ستقوم بتحديد الأماكن الأنسب للمشروعات المقرر الاستثمار فيها، وإدارتها من جانب الشركات القطرية، إضافة إلى العمل على تبسيط مختلف الإجراءات والتراخيص اللازمة لتشغيلها.
وإلى جانب تلك الاتفاقيات الصحية، جرى توقيع اتفاقية لإلغاء الازدواج الضريبي، كما أنه وفي تصريحات لوكالة "بلومبرغ" الثلاثاء، أكدت وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد، أن القاهرة والدوحة يدرسان إنشاء صندوق استثماري مشترك.
وبدأ الظهور القطري مجددا في السوق المصري خلال العام الماضي، بعد انتهاء أزمة المقاطعة الخليجية لقطر، الذي خاض من جانبه محادثات لاستثمار 2.5 مليار دولار لشراء حصصا مملوكة للحكومة المصرية في شركات من بينها "فودافون مصر".

"عربي21"، حاولت الإجابة على بعض التساؤلات المثارة في هذا الإطار، ومنها: "هل دخول قطر في المجال الصحي والطبي في مصر يثير غضب الإمارات؟، وهل يسبب ذلك تنافسا أو صراعا بين القطريين والإماراتيين في القطاع الطبي المصري؟.

وكذلك: "هل يعود ذلك التنافس على نوعية وجودة الخدمة الصحية وتكلفتها المادية؟، وكيف يؤثر الحضور القطري إلى جانب الإماراتي على القطاع الطبي المصري الخاص منه والحكومي؟.