إعلانات

الغَيْرَةُ تُعْمِي "التَّيْسَ" الفَرَنْسِيَّ.. القاضى : أحمد المصطفى

خميس, 08/10/2015 - 10:50
فضيلة القاضى الفاضل : أحمد المصطفى

تَضَمَّن الموضوع الذي نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، قبل أيام، وفق ترجمة أحد المواقع الموريتانية الموثوقة الفقرة التالية: <<..عندما تنظر إلى موريتانيا من ناطحات سحاب نيويروك وتورنتو، فإنها لا تبدو مكانا ملائما لازدهار الأعمال..>>..
يقول كُتاب موريتانيون من مشارب مختلفة إن لصيحفة "لوموند" علاقة قوية بالأجهزة الاستخباراتية والسياسية الفرنسية، وأنها لا تتناول الشأن الإفريقي عموما إلا بالأوامر.. أسْتَصْحِبُ هذا القول..
تبدو الفقرة في السياق من كلام محرري "لوموند" الذين أعمتهم "نشوتهم" وهم يكتبون الموضوع، عن أن موريتانيا التي وصفوها بهذا الوصف "نُظر إليها" من ناطحة السحاب "برج توتال" مقر شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال" وسط حي "الدفاع" الشهير بباريس، الذي كان لفترة أطول مبنى في العالم، فكانت النظرة مختلفة عما صورته الفقرة من مقال لموند..
بدت موريتانيا لعملاق الصناعة النفطية الفرنسية "توتال" من ناطحة سحابها وسط باريس بلدا واعدا آمنا يعيش مناخا ملائما لإنفاق ملايين اليوروهات تنقيبا عن النفط في صحراء حوض تاودني، في أقصى نقطة من حدود البلاد، على مرمى حجر من صحراء شمال مالي، منطقة الاضطرابات الأمنية الكبرى في الساحل، حيث نفوذ الجماعات المسلحة من جهة، وتقاطعات طرق التهريب الدولية للمخدرات والسلاح، وغيرها، من جهة أخرى..
نقبت "توتال" عن النفط في تلك المنطقة الخطيرة في عز سنوات الجمر، في أمن وأمان، لم يهرق لها كأس ماء، في الوقت الذي تَخَطَّفَت فيه الجماعات المسلحة في الصحراء موظفي شركات فرنسية وعملاء مخابرات فرنسيين من دول المنطقة..
قبل أشهر أعلنت شركة "كوسموس" الأمريكية عن اكتشافات كبيرة من الغاز في السواحل الموريتانية تبدو واعدة، وقد تكون أدت إلى سحب الأضواء من "توتال"، أو كما يقال في التعبير الحسَّاني "جَرَّتْ أَعْلِيهَا جَلْ مُخْنَزْ"..(مَرَّرَتْ عَلَيْهَا جِلْدًا نَتِنًا)..
ربما غارت شركات فرنسية كبرى ترى أنه ينبغي أن تكون لها الأولوية في القطاع المنجمي والنفطي والغازي الموريتاني، من الاستثمار الأمريكي، وقبله الكندي، فغار لغيرتها "التَّــــيْسُ" الفرنسي، وأعمته الغيرة.. الدول أيضا أشد تغايرا من التِّيُوس في زُرُبِها..
قد يكون لفقرة "لموند" معنى مقصودا، وهو أن النَّاظر إلى موريتانيا من (نويورك وتورينتو) يجب ـ في فرض العين الفرنسي ـ أن ينقلب إليه بصره خاسئا وتبدو موريتانيا لناظريه كما وصفت في الفقرة، بخلاف الناظر من شرفات باريس.."فَغُضَّ الطَّرْفَ" إنك أمريكي أو كندي..
هكذا فهمت إطار "استقصاء لوموند"، دون استبعاد عوامل أخرى، منها ما هو من قبيل تلك التي فضحت صحفييْن فرنسييْن شهيريْن في مجال "الاستقصاء" وأدت بهما إلى المتابعة القضائية..
والعلم عند الله..

نقلا عن صفحة القاضى : أحمد المصطفى .