إعلانات

ارتفاع أسعار المحروقات يقرع أجراس منازل الفرنسيين

خميس, 31/03/2022 - 09:36

ارتدادات العقوبات على روسيا في فرنسا تتسع وتطال جوانب الحياة كافة. المحروقات بأسعارها المتصاعدة يوماً بعد يوم ترخي بثقلها على الأسعار والمعيشة اليومية.

وسائل الإعلام الفرنسية بدأت تتجه يومياً نحو العائلات التي تأثرت بالأزمة وقياس التداعيات على حياتها المعيشية، وتقول جريدة " لوفيغارو" الفرنسية، إنّ أسعار الطاقة "تعطّل حياة الفرنسيين".

في كل مكانٍ في فرنسا، في مواجهة الانفجار في أسعار البنزين والغاز والكهرباء، بدأ الفرنسيون بتغيير عاداتهم وسط تساؤلات وغموض حول طبيعة الآتي من الأيام في ظل الأزمةِ المحمومة في أوكرانيا.

مظاهر الاستياء والسخط بدأت تطفو عل سطح المجتمع. يومان متتاليان شهدا احتجاجات سائقي السيارات السياحية الذين أرهقتهم أسعار البنزين. الموظفون الذين يعملون في مناطق بعيدة عن مساكنهم يتأوهون يومياً بسبب الكلفة الزائدة لتنقلهم بالسيارة.

تنقل صحيفة "لوموند" الفرنسية، عن ممرضة أنها في الأونة الأخيرة، تتخلل حياتها اليومية قواعد جديدة. إذا لم تقم بتخفيض التدفئة في منزلها بسبب برودة الطقس فإنها تغلق أبواب منزلها بإحكام عند حلول الظلام "للحفاظ على الحرارة"، كما خفّضت من استعمال سياراتها وطلبت من أبنائها التنقل بالقطار.

 لمتابعة البرامج التلفزيوينة ولا سيما الإخبارية منها، يقوم المواطنون بخفض درجة وسائل التدفئة توفيراً للطاقة، بينما يقود أصحاب السيارات ببطء أكثر لتقليل استهلاك الوقود، فيما لجأ البعض إلى قسائمهم الشرائية المجمعة للذهاب مرة واحدة فقط إلى السوبر ماركت.

قام موظف سوبر ماركت في مدينة "نانت"، جيل برنارد ، على بعد أقلّ من 30 دقيقة من منزله، بوضع حدٍ لاستخدام السيارة. التي تحولت إلى غرفة طعام، وغرفة استراحة. "في الظهيرة، عندما يكون لديه ساعتان للراحة، عادةً ما يعود إلى المنزل لتناول طعام الغداء، وهي رحلة ذهاباً وإياباً تبلغ 40 كيلومتراً وهو اليوم توقف عن ذلك ويتناول الغداء داخل السيارة.

 إنه حلٌ مؤقت يحسد عليه أكثر من بعض محاسبي المتاجر الذين يعيشون بعيداً جداً عن أماكن عملهم ويفكرون في الاستقالة بعد أن أثقلت أسعار البنزين رواتبهم.

من كان يتخيل أننا سنلتقي اليوم بأشخاص يمتطون أحصنةً للوصول إلى عملهم؟ ومع ذلك، فهو اختيار لويس جينكس، نادل يبلغ من العمر 21 عاماً في مطعم براسيري في "يسينجو"، هوت لوار. مرتين في الأسبوع، بدلاً من الـ 15 دقيقة المعتادة بالسيارة، يمتطي حصانه في رحلة لمدة ساعة ونصف عبر الحقول للذهاب  إل العمل توفيراً للإنفاق على البنزين.

في أوساط العمال والموظفين هناك من يفكّر بالتخلي نهائياً عن السيارة، ومن هو قادر سيستخدم الدراجة الهوائية، أما الغاز المخصص للتدفئة فقد تقلّص استخدامه إلى حدود تسمح بعدم أذية الأطفال خصوصاً. العائلات بحسب شهادات صحافيين بدأت تعتمد السترات الصوفية السميكة.

هذه الإجراءات اليومية تبدو سخيفة مقارنةً بتكلفة تشغيل المزارع. أدّت الزيادة في أسعار الطاقة لتضخم فواتير الانفاق. فاتورة الغاز سترتفع 20 ألف يورو أكثر هذا العام والكهرباء 35 ألف يورو، ما وضع مزارع الحبوب في حالة يأس.

جرس الإنذار  في فرنسا يقرع في جميع الاتجاهات، وما كان الفرنسيون يتخيلون أن حكومتهم ستنشر تلك الإعلانات التوجيهية لكيفية التعامل مع الطاقة في ظل الأزمة العاصفة، ومناشدة المواطنين الحذرة والإنتباه تقليصاً لإستخدام إضاءة المنازل أو التدفئة والسيارات!