إعلانات

ثلاثة ملاحظات جوهرية على دورة المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية

اثنين, 28/02/2022 - 12:21

دورة المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية

حضرت ليلة البارحة افتتاح دورة المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية في قصر المؤتمرات القديم في #نواكشوط

وصلت قصر المؤتمر نحو الخامسة والنصف مساء، وغادرته في حدود التاسعة ليلا.

خرجت بملاحظات – أحسبها خطيرة – وتتجاوز الحزب كمؤسسة، إلى الواقع السياسي في البلاد بشكل عام، ومستقبل "مشروع الدولة" في محطيها المتقلب.

كانت هذه الملاحظات نتيجة أحاديث مباشرة مع عدد من أعضاء المجلس الوطني، من قادة سياسيين، وكبار مسؤولين، ونواب، وعمد..

والملاحظات، هي:

أولا: أن هناك حالة إحباط عامة تطال الجميع، فحالة عدة الرضى مسيطرة، ويزيد من وقعها انخفاض سقف التوقعات (تبدأ من الرأي في الفعل والأداء السياسي مرورا بالأداء العام مشاريع وتعيينات، وليس انتهاء بالاستشراف وتوقع المستقبل)، وحين يكون هذا واقع هؤلاء فما بالكم بغيرهم في الهامش، وفي هامش الهامش

ثانيا: ضبابية الأفق: لقد كانت الضبابية مسيطرة على المشهد. كان واضحا أن الجميع يبحث عمن يقدم له رؤية عن القادم.. الكل يتساءل: ماذا ننتظر؟ وماذا ينتظرنا؟ لماذا انعقدت هذه الدورة؟ وما الهدف منها؟ هل ستبقى دورة عادية للمجلس أم ستتحول إلى مؤتمر؟  وحتى لا تحولت إلى مؤتمر، ما الذي سيضيفه مؤتمر استثنائي ولم يأت به مؤتمر عادي؟ وفوق ذلك، من هم أصحاب الحظوة اليوم لدى الرئيس؟ هل تغيروا والمجلس لتصعيد آخرين؟ أم ما زال الحال على ما هو عليه؟ 

ويستمر توالد الأسئلة على كل المستويات.

الواقع، أن الحضور كان يتوزع بين أشخاص "معينين" ويطمحون لما هو أفضل، و"مهمشين" – نسبيا – سئموا التهميش، ولا تدعم الأوضاع العامة طموح الجميع كثيرا، وتحجزهم الضبابية – وإن شئت قل الغموض – وغياب المعيارية، من تشغيل أدوات قراءة المستقبل بشكل دقيق.

وعلى الهامش، صراع محتدم بين بقايا "مؤدلجين" يتبادلون رسائل غير مشفرة، تضيع في تلافيفها الأهداف الوطنية، والملفات الكبرى، والنقاش الجدي حول الأزمات التي يتخبط فيها البلد.

ثالثا: استياء من أداء قيادة الحزب: لقد كان الاستياء من أداء قيادة الحزب خلال الفترة الماضية – وخصوصا رئيسه – بادية لكل متابع، وظهر ذلك في التفاعل مع الرئيس لحظة وصوله للمنصة الرسمية حيث لم يجد أي اهتمام، خلافا لرئيس البرلمان، والوزير الأول اللذين سبقاه، كما بدت خلال خطابه الذي تراجع التفاعل معه كثيرا بعيد فقراته الأولى، بل إن الأحاديث الجانبية، وحتى التعليقات المنتقدة كانت طافحة في جوانب القاعة، وخصوصا خلال استعراض ما يراها الرئيس إنجازات، والتي أورد ضمنها تفاصيل التفاصيل في النشاط الحزب اليومي، كإصدار البيانات، وكتابة المقالات، وتبادل الرسائل مع الأحزاب الصديقة.

لقد قرأ ولد الطالب أعمر خطابا من 12 صفحة (خط 16)، ومن 3626 كلمة، قرأها خلال أكثر من نصف ساعة (علق أحد المصورين بعيد نهاية الخطاب، متمنيا لو كان الرئيس قدم Un résumé du discours).

ذكر ولد الطالب أعمر الرئيس محمد ولد الغزواني خلال الخطاب باسمه 18 مرة،   (صاحب أول ذكر لاسمه تصفيقا غير صاخب ثم مر اسمه في المرات اللاحقة في صمت)، وبصفته (رئيس الجمهورية) 27 مرة.
 
  أعتقد – ختاما – أن ثلاثي الإحباط، والضبابية، والاستياء، سيصاحب عمل اللجان، وربما يكون أحد مخرجات الدورة، فقد كان أحد مدخلاتها، وسيطر على أجنداتها، وعلى ملامح ومطامح المشاركين فيها، وأن هذا الثلاثي خطر يتهدد البلد، فضعف الأمل أحرى انعدامه، واهتزاز الثقة في مشروع الدولة في تمظهراته المختلفة، والاستياء من الواقع، يجعل "ردة الفعل" من عموم المستائين متوقعة، وقد تكون مخيفة، والأخطر أن التنبؤ بطبيعتها صعب، وغير مضمون، وسقفها قابل للارتفاع جدا.

وفي محيطنا الإقليمي من الرسائل ما يفك كل الشفرات.

فالله المستعان