إعلانات

محمد مبوغار سار يحصد "غونكور"

جمعة, 12/11/2021 - 10:30

عن روايته "أكثر ذكريات الرجال سرية"، فاز الكاتب السنغالي محمد مبوغار سار  (31 عاماً) بجائزة غونكور 2021، وهي أكبر الجوائز الأدبية في فرنسا.

وحصد سار الجائزة عبر رواية "عالمية" تحملها لغة رائعة وقصص أبدية، حيث يغوص الكاتب السنغالي عام 2018 في حياة مواطنه ديجان لاتير فاي، الكاتب الشاب الذي يعيش في باريس، والغارق بدوره في اكتشاف كتاب  The Labyrinth of the Inhuman الذي نُشر عام 1938. وتثير قصة هذا الكتاب الغامض اهتمام فاي، قبل أن يختفي الشخص المدعو "زنجي رامبو" بعد الفضيحة التي سببها كتابه.

ويأخذ ديجان على عاتقه اكتشاف من يقف وراء قصة هذه الرواية التي يعتبرها تحفة فنية مطلقة. سعيه هذا سيقوده على خطى إليمان، من السنغال حيث ولد، إلى بوينس آيرس ثم أمستردام أو باريس.

وإذا كان محمد مبوغار سار قد تعمق في القصة الحميمة لشخصياته بوصفهما كاتبين أفريقيين، فإنه يمسح أيضاً، من خلال مسافة مليئة بالفكاهة، تاريخ العلاقة المضطربة بين القارة السمراء والغرب، والفتنة المتبادلة الممزوجة بالخوف التي تربط الرجل الأفريقي والرجل الأبيض، وبالتالي إعادة النظر ببراعة في الوجه الأبدي لمواجهة الشمال/الجنوب.

بقلم غزير وغنائي ومبتكر، ينشر محمد مبوغار سار  روايات متعددة، وبكل الأشكال، خصوصاً في هذه القصة، التي تحتضن قصة القرن العشرين حتى اليوم، من الاستعمار إلى التحرر.

هذه الرواية "العالمية" هي في حد ذاتها رواية مثيرة. حكاية فلسفية. ترنيمة للأدب والحرية. قصيدة للحياة مع شخصيات نسائية رائعة.

لم تكتف الرواية الرابعة لمحمد مبوغار سار بجذب المحلفين الأدبيين. النقد كان أكثر من حماسي.

وقالت كاميل لورنز من "لوموند" إنه: "لا يزال للأدب عمال التنقيب عن الذهب، والشباب كمصابيح أمامية، هذا أفضل خبر للعام الدراسي الجديد".

".. هذه الرواية هي كتاب رائع، جوهرة المعرفة التي تسحر وتنقلك وتطاردك"، هذا ما يثير حماسة ماريان بايوت في مجلة "أكسبرس". 

"لم يجذب الكتاب اهتمام بائعي الكتب على الفور"، كما يعترف ماري لوري والكينير من دار فيليب ري، "لكن مع الاستقبال الحماسي للصحفيين، تم شراء الكثير من هذه الرواية ويدافعون عنها كثيراً الآن"، يضيف المسؤول الصحفي.

طبع الكتاب لأول مرة في 5000 نسخة، وتمت إعادة طبعه مرات عدة، مع توزيع "يصل اليوم إلى 30000 نسخة"، كما يفصح الناشر.

يذكر أن محمد مبوغار سار، الابن الأكبر من بين 7 أولاد، نشأ في ديوربل شرق داكار في بيئة مميزة.

وقال سار في حديث مع "وكالة فرانس برس"، "أريد فقط أن أعطي أفضل مثال ممكن لإخوتي".

وكان الكاتب السنغالي قد انصرف إلى الدراسات العسكرية وانضم أخيراً إلى مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في باريس، حيث بدأ الدكتوراه في الآداب.

ويقول: "لم أنته من رسالتي، لأنني بدأت في الكتابة كثيراً في ذلك الوقت، وانتصر الأدب".