إعلانات

ولاية آدرار: ماض عريق وحاضر واعد

اثنين, 21/06/2021 - 18:45

تقع ولاية آدرار في وسط البلاد حيث تحدها من الغرب إينشيري ومن الجنوب تكانت ومن الشمال تيرس زمور في حين تحدها المجابات الكبرى مع تكانت من الشرق، وتبعد عن العاصمة نواكشوط مسافة 451 كلومترا.

وتبلغ مساحة ولاية آدرار أو هضبة آدرار كما كانت تسمى 233478 كلومترا مربعا،أي ما يعادل نسبة 65ر22 في المائة من المساحة الاجمالية للوطن.

وتعتبر الولاية بجبالها وسهولها وجوها الصحراوي ومناظرها الطبيعية الخلابة منطقة سياحية وقبلة للسواح من أوروبا، كما تعد مخزونا أساسيا للمخطوطات العربية الإسلامية.

وتضم ولاية آدرار أربع مقاطعات ومركزين إداريين وإحدى عشرة بلدية، ولها بعد تاريخي خاص لما تضم من مدن تاريخية مثل ودان التي يرجع تاريخها إلى سنة 536 بعد الهجرة، وشنقيط ذات المنارة الشامخة التي يعود تاريخها إلى سنة 600 للهجرة، و آزوكي التي تضم ضريح الامام الحضرامي (أبي بكر محمد بن الحسن المرادي القحطاني المتوفي سنة 489 بعد الهجرة) قاضي ومفتي دولة المرابطين الذين فتحوا هذه الأرض في القرن الخامس الهجري.

ويعتمد النشاط الاقتصادي في الولاية أساسا على التمور ومشتقاتها حيث تعتبر من أغني الولايات الموريتانية بالواحات وأجودها تمورا بالاضافة إلى الزراعة الموسمية للخضروات وغيرها كزراعة تحت النخيل.

وتتوفر الولاية على ثروة حيوانية تصل إلى حوالي 150000 رأس من الغنم تشكل منها النعاج نسبة 33%، إضافة إلى حوالي 60000 رأس من الإبل.

ويبلغ عدد سكان آدرار 62658 نسمة حسب آخر إحصائيات رسمية نسبة (49.20%) منها ذكور، في حين تبلغ الكثافة السكانية 3ر0 نسمة في الكيلومتر المربع.

وأكد السيد المختار ولد إسلمو رئيس المصلحة الجهوية للاحصاء في الولاية للوكالة الموريتانية للأنباء أن نسبة الأمية على مستوى الولاية شهدت انخفاضا ملحوظا حيث وصلت إلى 6ر24 في المائة سنة 2013 مقابل 5ر36 في المائة 2000، وأن نسبة البطالة انخفضت إلى نسبة 6ر13 في المائة بالرغم من أنها ما زالت مرتفعة مقارنة بالمعدل الوطني الذي يبلغ حوالي 4ر10 في المائة.

وقال" إن مستوى الفقر تراجع من نسبة 1ر57 في المائة من سنة 2008 إلى نسبة 9ر36 في المائة سنة 2014 بالرغم من تراجع أداء قطاع السياحة الذي يلعب دورا محوريا في الاقتصاد المحلي.

وأضاف أن الولاية شهدت في السنوات الأخيرة تنفيذ مشاريع وبرامج مهمة في البنى التحتية كالطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي كان لها الأثر الإيجابي على حياة ساكنة الولاية.

وفي مجال التعليم تتوفر الولاية على إدارة جهوية للتعليم تضم أربع مفتشيات مقاطعية، وتوجد بها 141 مدرسة أساسية من بينها نسبة 32% من المدارس المكتملة البنية.

ويبلغ عدد التلاميذ في الولاية 13716 تلميذا، 4945 منهم في التعليم الثانوي ، يؤطرهم 532 أستاذا و معلما.

وأوضح المدير الجهوي للتعليم السيد محمد عبد الله ولد بين في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء أن نسبة النجاح على مستوى الامتحانات في آدرار ارتفعت في السنوات الخمس الأخيرة بشكل متدرج لتصل إلى 61% في سنة 2015.

ونبه إلى أن هناك عوامل متفرقة ساعدت في ارتفاع نسب النجاح، كالتأطير الجيد وتقديم ساعات إضافية للتلاميذ.

وفي المجال الصحي تجاوزت نسبة التغطية الصحية في الولاية نسبة70% ، حيث تتوفر على كادر طبي يبلغ 170، يعمل في مستشفيين جهويين و5 مراكز صحية و30 نقطة صحية.

ويضم مركز الاستطباب الجهوي في أجنحة للحالات المستعجلة والجراحة والطب الباطني وأمراض النساء والولادة والأطفال والعيون والأسنان،إضافة إلى مخبر وصيدلية .

ويعمل به ثلاثة أطباء عامين و جراحا وأخصائيين وطبيبي أسنان و8 فنيين سامين و4 قابلات و24 ممرضا.

وأوضح الدكتورعبد الله ولد احمياده مدير المركز للوكالة الموريتانية للأنباء أن الخدمات الطبية شهدت على مستوى هذا المركز تحسنا كبيرا في السنوات الأخيرة.

وأضاف أن هذه المنشأة الصحية تعنى بعلاج بالمرضى والجرحى والقيام بالعمليات الجراحية وخاصة الإستعجالية، ورفع الحالات المرضية عند الضرورة إلى المستشفيات المتخصصة في نواكشوط.

واستعرض مدير المركز أهم الأمراض وأكثرها شيوعا وارتباطا بالبيئة كأمراض المعدة والإسهالات والأمراض الموسمية كالأمراض الصدرية.

وبين المركز قام سنة 2015 ب 106 عمليات جراحية كبرى و787 عملية جراحة صغرى، وقدم 16575 أستشارة طبية، إضافة إلى23114 فحصا بالمختبر، و 2296 فحصا بالأشعة، و2715 بالأمواج فوق الصوتية.

وفي مجال الواحات يسهر برنامج التنمية المستديمة للواحات في آدرار على مكافحة الفقر في الوسط الريفي والرفع من المستوى المعيشي للسكان عن طريق تمويل القروض المدرة للدخل وإنشاء السدود وحفر الآبار الارتوازية لساكنة الواحات .

وأكد السيد الشيخ ولد محمد المصطفى مدير الخلية الجهوية للمشروع بآدرار في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء أن تدخلات برنامج التنمية المستديمة للواحات أسهمت في التحسيس بأهمية المنتوج الوطني والمحلي الذي أصبح وجهة للاستهلاك في جميع الوجبات المحلية، كما ساهمت تدخلات البرنامج في تشجيع المنتجين على المنافسة في زيادة الكمية وتحسين الجودة.

وأضاف أن المرحلة الأخيرة من المشروع تم خلالها إنشاء سدين كبيرين وأحد عشر حاجزا مائيا وحفر 27 بئرا ارتوازيا وتجهيز 9 آبار ارتوازية للري و3 أخرى ارتوازية للشرب.

كم تم خلالها انشاء 3 شبكات مائية، وتجهيز 27 بئرا متوسطا بالطاقة الشمسية للري الجماعي و181 بئرا متوسطا للري الثنائي و35 بئرا للري الفردي، إضافة إلى تجهيز 26 بئرا بالمضخات لصالح التعاونيات النسوية، وتسييج 182 كلومترا لفائدة 25 واحة .

وأوضح أن المشروع قام حتى الآن بتمويل 80 مشروعا مدرا للدخل، وموَّل24 صندوق قرض من القروض الميسرة بغلاف مالي وصل إلى 176000000 أوقية من خلال صناديق القرض والاستثمار الواحاتي. فضلا عن إنشاء تجمع اقتصادي ذي نفع عام لتسويق الخضروات والتمور، ودعم 24 رابطة تشاركية وتكوينها بمختلف الوسائل.

وبين مدير الخلية الجهوية للمشروع أن الولاية توجد بها 1186947 نخلة موزعة على 53 واحة، وأن إنتاج التمور ازداد من 25 كلغ إلى 50 كلغ كمعدل انتاجي للنخلة الواحدة.

ومن جانبه أوضح السيد الشيخ ابراهيم ولد محمد حبيب مدير وكالة صندوق الإيداع والتنمية في آدرار في تصريح للوكالة الموريتانية للانباء أن الغلاف المالي المخصص للولاية يبلغ 250000000 أوقية.

وأضاف أن الصندوق قام حتى الآن بتمويل 584 مشروعا بالولاية، وذلك في مجالات الزراعة والبناء والتجارة والتنمية الحيوانية والصناعة والخدمات والسياحة والنقل. وفي مجال المياه تقوم الشركة الوطنية للماء بالعمل على توفير الماء الصالح للشرب للسكان والقضاء على مشكل العطش.

وقد مكن مشروع تعزيز منظومة تزويد مدينة أطار بالماء الصالح للشرب في بحيرة " تيارت الصدر" الواقعة على بعد 24 كلم غرب مدينة أطار من تجهيز وربط 5 آبار ارتوازية تبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 100 متر مكعب في الساعة، وبناء وتجهيز خزان سعته 100 متر مكعب، إضافة إلى بناء وتجهيز محطة للضخ قدرتها عن طريق مد خط كهربائي بطول 16 كلم، وتوفير ووضع حوالي24 كلم من الأنابيب أقطارها تتراوح ما بين 90 و 200 مم كخطوط لنقل المياه من الآبار إلى الخزان الجديد ومنه إلى الخزان القديم بتيارت.

وأوضح السيد محمد ولد احمدو المدير الجهوي لفرع الشركة الوطنية للماء في أطار للوكالة الموريتانية للأنباء أن الكلفة الاجمالية لهذا المشروع الهام بلغت حوالي 300 مليون أوقية بتمويل من ميزانية الدولة الموريتانية وأسندت مهمة تنفيذ أشغاله إلى الشركة الوطنية للماء بصفة خاصة حيث قامت بإنجازه وفقا للنظم والمعايير المعتمدة فنيا .

وأضاف أن إنجاز مشروع تزويد مدينة أطار بالماء الصالح للشرب سيعزز منظومة الانتاج لتصل إلى 4100 متر مكعب يوميا، الأمر الذي سيقضي جذريا على مشكل العطش الذي عرفته المدينة فيما مضى.

إعداد: أحمد ولد ميلود