إعلانات

صراع روسي- إيراني على بقايا ثروات سوريا..

جمعة, 07/05/2021 - 03:11

تتسابق روسيا وإيران لتحصيل أكبر قدر من المكاسب في الاقتصاد السوري، ويظهر ذلك بوضوح في الساحل السوري، حيث الموانئ السورية على الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وفي الشرق الغني بالثروات الباطنية.

واستطاعت روسيا الاستحواذ على عقود كثيرة منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، ومن أهمها استئجار مرفأ طرطوس، لاستثماره عسكريا واقتصاديا، خصوصا في مجال التنقيب عن النفط والغاز في البحر.

وإلى جانب عقود التنقيب في المتوسط، استحوذت الشركات الروسية على عقود تنقيب أخرى في شرق سوريا، واستثمرت حقول الفوسفات في المنطقة الشرقية، وبدأت العمل على إنشاء مطاحن للحبوب في المنطقة الوسطى.

بموازاة ذلك، استثمرت الشركات الروسية في القطاع السياحي والأثري، والسكني، وسكك الحديد، ومعمل الإطارات، وغيرها من القطاعات الإنتاجية والصناعية والخدمية.

في المقابل، حازت إيران على استثمارات استراتيجية، أبرزها بناء مصفاة للنفط في حمص، والتنقيب عن النفط في منطقة البوكمال، وصيانة المحطات الكهربائية، وسيطرت كذلك على المطارات الرئيسية في دمشق حلب، وتخطط كذلك للدخول في سوق الاتصالات الخلوية.

فضلا عن ذلك، ضمنت إيران حضورا في المشهد الثقافي والتعليمي والديني السوري، حيث عقدت مؤخرا أكثر من اتفاقية في مجال التعليم العالي، وتقنيات التعليم، وغيرها.

صدام على الملفات الرئيسية

وتحدث المستشار الاقتصادي في مركز "جسور للدراسات"، خالد التركاوي، لـ"عربي21" عن مواطن لقاء وصدام روسي إيراني في الشق الاقتصادي السوري.

وأوضح، أن التواجد في البحر المتوسط يشكل ملف صراع رئيسي بين موسكو وطهران، بحيث يشكل الوصول إلى البحر هدفا مشتركا لكليهما، فالروس يريدون وضع قدمهم في المياه الدافئة للسيطرة على سوق النفط والغاز نحو أوروبا، وإيران تريد كذلك تثبيت وجود لها في البحر خدمة لأغراض اقتصادية، ويؤكد في هذا السياق أن التنافس على البحر والموانئ ما زال مستمرا.   

وانتقالا إلى ملف خلافي آخر، يشير التركاوي إلى الصراع على الفوسفات، حيث تخطط إيران لأسباب صناعية وعسكرية للسيطرة على حقول الفوسفات السورية في تدمر ومحيطها، في المقابل تصر روسيا على الاستحواذ على الفوسفات السورية، لضمان التحكم الكامل بسوق الفوسفات العالمي.

ووفق المستشار الاقتصادي، فإن الصراع يبلغ أوجه عند الحديث عن المشروع الإيراني (خط الغاز الإسلامي) الذي يبدأ من إيران وينتهي عند البحر المتوسط، حيث يتعارض هذا المشروع مع مصلحة روسيا، التي تبيع الغاز لأوروبا، ومن الواضح أن روسيا تضغط لمنع تنفيذ هذا المشروع.