إعلانات

بين الشيخين الفاضلين " عدود " و " بداه "

اثنين, 19/04/2021 - 13:55

حين كثر اللغط بداية الثمانينيات حول رؤية هلال شهري رمضان وشوال، ورفع البعض الصوت على الإمام الأكبر بداه ولد البوصيري، قال الإمام بداه رحمه الله:
ألا أعرفو بعد عن هلالنا أبيظ ماه أحمر.
أي ليس الهلال الأحمر الذي يوزع لبن سَفتِي ودهنَ كندي وزرعَ لحميرَه واسراويل افكّو جاي..
أي أنه لاهمّ دنيويًا يرتجى من وراء القيام على لجنة الأهلة و تحري رؤية هلالي رمضان وشوال ، فالاضطلاع بأعباء تحري رؤية الهلال إنما هو من فروض الكفايات التي تسقط عن الآخرين متى ما قام بها أي فاعل.
وفي خضم الجدل حول رؤية الهلال، كتب الإمام الأكبر بداه كتابه (الأجوبة الأريضة بعدم تكذيب العدلين بالمستفيضة) ، وقد بعث العلامة محمد سالم ولد عدود بأبيات يقرظ بها الكتاب، وأجابها الإمام بداه بأبيات..
أذكر أن الإمام بداه كثيرا ما كان يحكي تلك المشاعرة في مجلسه أثناء الدرس بمسجده العتيق في لكصر ، وأفتأ أذكر ترديده بصوته الجهوري العذب:
هَبِ العمرينٍ قد شَهِدَا هلالا :: وتم وما رأت عينٌ وميضَه
أقاضٍ أنتَ أن شهِدَا بزور :: ومنزل ما به شهدا حضيضَه!
فدع أمر الحساب فلم تكلف :: به للعسر أمتنا العريضه
فبالإكمال دونك صم وأفطر :: وبالعدلين أو بالمستفيضه
وأعطِ الشيخ بداه (المعلى) :: من التحقيق إن تجعل مفيضَه
وكثيرا ما أعجبه ثناء العلامة عدود -والمدح مهزة الكرام- فكان يردد:
وأعط الشيخ بداهَ (المعلى) :: من التحقيق إن تجعل مفيضه
ثم يشرع في شرح المعلى وهو القِدْح السابع في الميسِـر، وهو أفضلها، وفيه سبعة حزوز وله سبعة أنصباء وهو أوفرها حظا ولذلك يضرب به المثل في الحظ فيقال قِدحه المعلى.
يقول أبو فراس الحمْداني:
لسيف الدولة القِدْحُ المعلّـى :: إذا استبقَ الملوكُ إلى القِداح
ومن النكت ما يقوله أهل الأدب عن بيت امرئ القيس:
أفاطم , مهلاً بعض هذا التدللِ :: وإن كنت قد أزمعت صرمى فأجملى
ما ذرفت عيناك إلا لتضربي :: بسهميك في أعشار قلب مقتل
قال أبو العباس أحمد بن يحيى: أراد بقوله " بسهميك " هاهنا سهْمَي قداح الميسر، وهما المعلَّي والرقيب، فللمَعلَي سبعة أنصباء، وللرقيب ثلاثة، فإذا فاز الرجل بهما غلب على جزور الميسِر كلِّها فلا يطمع غيره في شيء منها. قال:
فالمعنى أنها ضربت بسهامها على قلبه فخرج لها السهمان، فغلبته على قلبه كله وفتنته فملكته.

قال العلامة الشيخ محمد سالم ولد عدود مقرظا (الأجوبة الأريضة بعدم تكذيب العدلين بالمستفيضة):
شَفَت نفسي وقد كانت مريضه :: بداءِ الجهل أجوبةٌ أريضه
على ترتيب أسئلة حسان :: تسيغ لمن يعالجها جريضه
فدع أمر الحساب فلم تكلف :: به للعسر أمتنا العريضه
فبالإكمال دونك صم وأفطر :: وبالعدلين أو بالمستفيضه
وأعط الشيخ بداهَ المعلى :: من التحقيق إن تجعل مفيضه
هب العمرين قد شهدا هلالا :: وتم وما رأت عين وميضه
أقاضٍ أنتَ أن شَهِدا بزورٍ :: ومُنزِلُ ما به شَهِدَا حضيضه!
وأجاب الإمام الأكبر بداه ولد البصيري:
فلا تكذيب للعدلين نصا :: صريحا لا، فأحرى المستفيضه
وقسّم ما استفاض فلا تكذب :: محصل علم قاض بل نقيضه
إذا كنت المكذب لا تبالي :: بغير فروع مذهبك الغريضه
أقطعٌ ثابت شرعا يضاهي :: عوائد بالنصوص بدت مهيضه
فعادته لدى التكذيب طبعا :: على درب الحساب سرت قبيضة
وعادة شرعنا قد قررت في :: أصول الشرع وامضة وميضة
والاستبعاد في الاشهاد منها :: وأحكام تعارضها نهيضه
فليست كالتي يحدو حساب :: وتنجيم فتيلكم رفيضه
وأحكام تخالفها صحاح :: تزول بها المخالفة العريضه
كامل الود .
نقلا عن صفحة العملاق / إكس ولد إكس اكرك.