ما إن اختلط صراخه بنحيبها حتى أعلنت تلك السيدة البدينة وهي تمسح العرق المتصبب بطرف ثوبها "اطْفُلْ" .. ابتسمت ودموعها تسبق كل العبارات.. وأخيرا جاء البشير..نعم .. لقد مضت ثلاثة أرباع السنة على ذلك اليوم الذي علمتْ فيه أنها تحمله بين أحشاءها ..نعم هاهو ذا بعد مائتان وسبعون يوما كانت فيها مسرحا لكل الأوجاع والآهات ..نعم إنها أيام وشهور عصيبة لكنها رغم ذلك كانت أرحم بها من السنوات العجاف التي سبقتها .. سنوات ذاقت فيها مرارة الحرمان وويلات الوحدة.