
كان التوقيت مبكرا جدا لتناول العشاء بالمعايير الباريسية، فلم يتجاوز الوقت التاسعة مساء بعد، أما المكان فكان مطعم المأكولات البحرية الفخم الواقع بالقُرب من قوس النصر في العاصمة الفرنسية. وسط صخب الحديث، وتكسير المحار وقرع الكؤوس الزجاجية، لم يستطع ييف بيغوت تمييز الرنين المتواصل لهاتفَيْه، قبل أن يلاحظ فجأة حين قرَّر تفقُّدهما وابلا من المكالمات التي لم يرد عليها، وسيلا من الرسائل القصيرة وإخطارات البريد الإلكتروني بوتيرة ضخمة غير معتادة.