إذا صدقت المعلومات أن اللجنة التي درست وضعية المنطقة الحرة بانواذيبو أوصت بإغلاقها أو تقليصها فهذا أمر عجيب.. العالم يضم اليوم أكثر من ثلاثة آلاف منطقة حرة عبر القارات المختلفة، وهو يتنافس في زيادتها، ولا أحد يمكنه التشكيك في الموقع الاستيراتيجي بانواذيبو وصلاحيته للمنطقة الحرة... نعم تجربة منطقة انواذيبو الحرة فشلت لا لسبب يتعلق بها بل لأن جاهل الشيء لا يمكنه أن ينجح فيه، ومن ضن على المستثمرين بالحوافز ضن عليه المستثمرون بالاستثمار.. لقد زرت المنطقة الحرة خلال السنوات الماضية وتحدثت إلى مسؤوليها واطلعت على حوافزها ووجدتها هزيلة للغاية مقارنة بحوافز المغرب المجاور، كما وجدت نظم تسييرها وإدارتها متخلفة وغير واعية بطرق وتجارب تسيير المناطق الحرة في العالم فلا تلوموا المنطقة الحرة ولوموا انعدام الكفاءة الضرورية لتسييرها.. كان انواذيبو سيتحول إلى قطب تنموي عالمي بفضل المنطقة الحرة.. كيف لا وهو بوابة الطريق البري الوحيد للمغرب وأوروبا وروسيا وغيرها الموصل إلى جميع إفريقيا، وميناء بحري قادر على إعادة تحويل المسارات التجارية للحاويات المحملة بأنواع التجارات المتجهة جنوبا.. وهو محط أحد أغنى مصايد الأسماك في العالم، وأكثرها ثراء بالأسماك المطلوبة إفريقيا وعالميا، وأجمل خلجان صناعة السياحة والفندقة والتفرج على بيئة أماكن توالد السمك الفريدة، وأفضل أرضية لتحويل وتصنيع الحديد والصلب وصناعات عديدة أخرى، لكن انواذيبو بدلا من ذلك مع الأسف تحول إلى وضعية أسوأ مما كان فيه قبل إنشاء المنطقة الحرة والعيب فينا لا فيها..
والعلاج هو تصحيح الوضع لا التخلي عنه، فالوضع إذا صحح فستفاجأون بمليارات الدولارات القادمة من كل فج عميق للاستثمار في انواذيبو...