يروى ضمن حكايات التراث الشعبي ان مالك قطيع غنم استأجر راعيًا لقطيعه فوعده بأن لا يدخر جهدًا في نمو الغنم كما و كيفا و بتفانيه في ارضاء ضميره لبلوغ الهدف المنشود و بعد فترة تبين ان الغنم نقص عددها بشكل كبير و زعم الراعي ان السبب هو الذئاب و الحيوانات المفترسة لكن صاحب القطيع فاجأ يوما راعيه في المرعى و قد ذبح أسمن النعاج و شوى و أكل منها ما استطاع و حمل الباقي على ظهره ، قال له صاحب الغنم : أبعد هذا المشهد و التلبس بالجريمة يمكنك ان تتهم الذئاب للتغطية على ما اقترفته من سرقة و فساد ؟ أجاب الراعي بإيجاز : " مرگني طرة النعجة " تذكرني التناقضات المزرية للتصريحات التي فاه بها الرئيس السابق على قناة شنقيط طيلة أكثر من ساعتين و نصف بقصة هذا الراعي فالرئيس السابق جاء ليحارب الفساد و المفسدين و لقب نفسه رئيس الفقراء ، ثم عاث في الأرض فسادًا و أتى على الأخضر و اليابس و أثرى جماعة من المفسدين من حاشيته المقربة و تركهم دون عقاب فقد طال فساده اليابسة و ما في تخومها من معادن نفيسة و الجو و البحر بما يحتويه من ثروة سمكية و خرق الدستور بانتهاك حوزة التراب الوطني و أتجر بالبشر و مع كل هذه الجرائم الاقتصادية يحاول هو و المقربون منه ان يصوروا للرأي العام الوطني و الدولي أن متابعته القضائية سببها مرجعية الحزب الحاكم و قضايا أمنية أخرى و أنه أنجز الكثير للشعب مع اعترافه ضمنيًا لكل ما نسب اليه من فساد و ان بعض وزراءه كانوا مفسدين ، و أنه عازم على ممارسة السياسة مستقبلا في إطار حزب أشتري قي الظلام دون علم الجهات المختصة و خرقا للقانون و أختير له بإيجاز اسم " حواش" و هي كلمة في اللهجة الحسانية رديفة لكلمة " لگاگ" التي ميز مفهومها طابع العشرية الماضية شوقًا لعودة نظام الفساد لا قدر الله و اصبح المفسدون يروجون لشائعة مفادها أن الرئيس الحالي لا يعتزم الترشح لمأمورية ثانية و أن هدفه هو تقويم اقتصاد البلد و التنحي بعد ذلك صحيح أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لم يكن يرغب في السلطة و لكن الوضعية الكارثية للبلاد و إحساسه بالمسؤولية الكل جعله يقبل الترشح و يأخذ تعهدات أمام الناخبين بأن لا يألو جهدًا في سبيل إنجاز برنامجه الانتخابي و الوفاء بوعوده و هو الذي عرف برزانته و صبره و روح التضحية التي يتحلى بها الكل يأهله لتأني حتى يرضي شعبه بإنجاز ما وعد و لنا في السنة الأولى من المأمورية عبرة لمن يعتبر فالسير على الدرب الصحيح متواصل بحزم و قافلة التغيير تسير حسب الخطط المرسوم لها ان الجمهورية الإسلامية الموريتانية تسير في عصر الرئيس الجديد بخطى ثابتة و دون تطبيل نحو ارساء قواعد دولة القانون و الفصل بين السلطات و المساواة في الحقوق و الواجبات بين كافة المواطنين وفقا للثوابت العريقة للجمهورية و القيم الراسخة للدين الإسلامي و لنتذكر دائما قول الله عز و جل :" وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍۢ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ " صدق الله العظيم .