ألقى النائب المعروف الاستاذ الداه صهيب مداخلة نالت اعجاب زملاءه النواب المحترمون بسبب ما تضمنته من النقاط المهمة و التوصيات الهامة في قالب لغوي سلس بعيد عن التكلف و التقعر.
وهذا نص مداخلة النائب الداه صهيب كما جاءت من المصدر :
" السيد الرئيس
معالي الوزير
السادة والسيدات النواب
بعد الترحيب بكم معالي الوزير تحت قبة البرلمان يشرفني أن أقدم الملاحظات التالية حول مشروع القانون المناقش من طرفنا وقضايا ذات صلة ،
في البداية تلقينا بتثمين وارتياح الملاحظات الطيبة التي قدمها التقرير الأمريكي السنوي حول الاتجار بالبشر ؛ حيث ثمنت الخارجية الأمريكية ماوصفته بالتقدم المهم ، الذي حققته حكومة صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني في عملها المشترك مع مختلف الشركاء في ذالك المجال '
السادة والسيدات
إن تحسين صوورة موريتانيا خارجيا وداخليا في مجال خقوق الإنسان ، مطلب مهم واستحقاق كبير يمر بمجموعة من المحددات ؛ لعل أولها هو إرساء دعائم ترسانة قانونية مكتملة تجرم وتعاقب أي تعد علي كرامة وشرف المواطن والمقيم ؛ وهو مايندرج تحته النص المقدم لنا اليوم '
السيد الرئيس
معالي الوزير
لقد تبني رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في حملته الانتخابية شعارا جامعا مانعا وهو رفع الظلم وإنصاف الفئات المغبونة '
ومصطلح الغبن هو التعبير الأمين واسع المدلول عن تراكمات الفوارق التي ساهمت فيها عوامل مختلفة ؛ ولا غبن أكبر من انتزاع حرية وإرادة الإنسان قسرا '
وقد أبانت الحكومة الموريتانية معززة بالنخب الوطنية برلمانية وحزبية وحقوقية وإعلامية عن حالة إجماع علي تجاوز ماعسي أن ينال من كرامة الإنسان '
وشهدت هذه القاعة علي مر السنين سجالات بالغة الأهمية في فترات مفصلية حول مختلف إشكالات الموضوع الحقوقي '
لمن يذكر عرفت هذه الغرفة نقاشا موسعا وصريحا في جلسات مرتونية الإقرار القانون المجرم للعبودية عام 2007 '
ولم يكن سبب طول الجلسات هو الخلاف حول الموضوع ' وإنما رغبة وحرص الجميع علي التعبير وبقوة عن إرادة لا تلين من أجل رسم ملامح وطن يعيش فيه الجميع العدالة الحقيقية ؛ تجسيدا لقيم الإسلام والمواطنة وإعلاء شأن الإنسان من حيث هو إنسان '
السيد الرئيس
معالي الوزير
السادة والسيدات النواب
الطريق إلي دولة المؤسسات والتنمية المستدامة التي يجني المواطن ثمارها ويتفيأ ظلالها تمر حتما باحترام الإنسان ووضعه في ظروف لائقة به كإنسان ؛ وهو ماوعته الحكومة وتواصل السعي لتكريسه '
يعرف عالمنا المعاصر في خلفيته المعتمة نشاطا رهيبا للاتجار بالبشر ؛ لحوما للإذلال وإرضاء النزوات ، وعضلات يمتص عرقها في غياب أي احترام لقوانين العمل ، ونخاسة سافرة إن وجدت عصابات مافيا الخلفية المعتمة طريقا لذالك '
وتجري هذه العمليات العابرة للحدود في ظلام دامس بإمضاء جهات تستغل ضعف الإنسان وحاجته وهشاشة البنية الاجتماعية الخاضعة له ، وقد انتظم العالم في مجهود جماعي الإنصاف الضحايا ورفع الظلم عنهم ولم تكن موريتانيا يوما غائبة عن ذالك الحراك '
إن تعديل هذا القانون وتنزيل العقوبات المقررة فيه مع تلك التي حددها القانون المتعلقة بمحاربة العبودية يعتبر خطوة متقدمة في توصيف الفعل الإجرامي وإلحاقه بالمنظومة الجرمية التي ينتمي لها '
فلافرق بين اللونين ، فأحدهما عبودية تقليدية ؛ والأخر عبودية غير تقليدية مدعمة بجرائم أخري كا لاغتصاب والاستغلال الجسدي وإساءة معاملة القصر '
في الختام أدعوكم أخوتي النواب الإجازة هذا المشروع وأشكركم سيدي الرئيس والسلام عليكم "
النائب / الداه صهيب .