ديسمبر 2017 كانت موريتانيا على موعد مع تفجر فضيحة فساد كبيرة بالإذاعة الوطنية وبطلها لم يكن سوى مديرها العام عبد الله ولد حرمة الله ، وكانت تفاصيل تلك الفضيحة ، التي كشفت عنها وكالة الأخبار بالوثائق ، تظهر " أعطيات " بعشرات الملايين خلال نفس السنة تم صرفها أغلبها من حساب الإذاعة في الخزينة العامة الموريتانية.
وتوزعت "الأعطيات" على "متعاونين" مع الإذاعة، وشركات، ومكاتب دراسات غير معروفة، إضافة لموظفين في مؤسسات أخرى، وعدد من الإعلاميين، والمدونين في مواقع التواصل الاجتماعي.
- 7.9 مليون لـ"خدمة العللاء" / 3.9 مليون للنظافة فصلية / وبلغت "أعطية" شركة " BLUE DIGITAL SPACE" خلال هذه الفترة مبلغ: 7.844.895 أوقية / 3.7 مليون لمركز يحمل اسم "دراسات" .
- ومن بين الشخصيات التي استفادت منها مدير العمليات الانتخابية في اللجنة المستقلة للانتخابات، محمدن ولد سيدي الملقب بدن، وقدم له مدير الإذاعة مبلغ: 485.000 أوقية، وذلك عشية عشية انطلاق حملة التعديلات الدستورية .
- كما وصلت "أعطيات" ولد حرمة الله إلى القصر الرئاسي، فتم صرف مبلغ 880.000 أوقية لممثل الوكالة الموريتانية للأنباء (الرسمية) في القصر الرئاسي الصحفي محمد فال باباه ، ونال المستشار الإعلامي للرئيس عبد الفتاح ولد الأمانة "أعطية" بمبلغ 200 ألف أوقية .
- المدير المساعد لإذاعة موريتانيا صالح ولد الطيب ولد دهماش – حسب الوثائق التي حصلت عليها الأخبار - حصل على مبلغ 300 ألف أوقية .
- وكشفت الوثائق عن استفادة عدد من الإعلاميين والمدونين من مبالغ مالية تراوحت ما بين 100 إلى 500 ألف أوقية، من تلك الأعطيات .
- كما كشفت الوكالة عن وجود حساب للإذاعة في إدارة البريد يحمل الرقم: 1919، وهو مخصص لعائدات الإشهار والإعلانات عبر الإذاعة، وكان موضع تفتيش كشف عن "خروقات" .
تم اعتقال ولد حرمة الله وحقق معه ، وتمت إقالته من منصبه ، كما جرد المدير السابق للإذاعة الذي سلمها له من منصبه حيث كان قد عين مكلفا بمهمة في الرئاسة ، وتحدثت بعض المصادر عن أن التحقيق مع ولد حرمة كشف بعض الفساد المالي لسلفه محمد الشيخ ولد سيدي محمد ، الذي عاد لمنصب مدير عام للإذاعة خلفا لسيدي مولود براهيم همدات بمرسوم من مجلس الوزراء 31 أكثوبر 2019 .
عودا على بدء !
اليوم تهتز الإذاعة الوطنية تحت وقع فضيحة مماثلة كشفت عنها وكالة الأخبار .
فقد كشفت الوكالة عبر المعطيات المحاسبية لإذاعة موريتانيا ، أنه تم خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2020 الجاري، سحب عشرات ملايين الأوقية القديمة من حساب الإذاعة في الخزينة العامة على شكل تحفيزات وهبات لصالح أشخاص.
ويكشف موقع الخزينة العامة معطيات وافية عن مئات الشيكات المسحوبة من حساب الإذاعة في هذه الفترة، بينما حصلت الأخبار على معطيات تفصيلية أخرى عن قوائم المستفيدين الذين يعمل بعضهم في الإذاعة بينما يعمل آخرون في القطاع الإعلامي بشكل عام .
ويظهر تتبع المبالغ الممنوحة لنحو 200 شخص من طرف إدارة الإذاعة توزيعهم إلى فئات عدة، وتم تخصيص مبلغ محدد لأفراد كل من هذه الفئات، ما يطرح التساؤل عن معايير اختيار المستفيدين وتحديد المبالغ بالنسبة لكل فئة :
- مبلغ 400 ألف أوقية قديمة استفاد منه 15 شخصا، وهو ما يمثل 6 ملايين أوقية، يليه مبلغ 300 ألف الذين كان من نصيب 9 أشخاص أي 2,7 مليونا.
كما حصل 4 أشخاص على مبلغ 250 ألف، وحوالي 90 شخصا على مبلغ 200 ألف، وحوالي 80 آخرين على 100 ألف، وهو ما يصل في مجموعه إلى نحو 26 مليون أوقية.
واستفاد عشرات الأشخاص من مبالغ مالية مختلفة، دون أن يكون أحدها من نصيب فئة كبيرة من الأشخاص، وتمثل في مجموعها عدة ملايين من الأوقية القديمة .
مقربون من المدير العام
وتعددت أسماء شخصيات مقربة من المدير العام لإذاعة موريتانيا محمد الشيخ ولد سيدي محمد ضمن قائمة الأشخاص الذين سحبوا مبالغ مالية كبيرة من حساب الإذاعة في الخزينة وحساباتها في كل البنك الموريتاني للتجارة الدولية والبنك الوطني لموريتانيا والبنك الشعبي الموريتاني.
ومن بين هذه الشخصيات عمال بالإذاعة، وتراوحت التحفيزات والهبات الممنوحة لصالحهم ما بين عشرات ومئات الآلاف، فيما حصل آخرون على عدة ملايين.
ولا تتضمن المبالغ المسحوبة من حسابات الإذاعة أجور ورواتب العمال التي يتم اقتطاعها من ميزانيات المؤسسات العمومية من طرف وزارة المالية لتحويلها إلى حسابات أصحابها.
أشخاص ضمن الأكثر سحبا
وكان لافتا في عمليات السحب من حسابات الإذاعة بكل من الخزينة وثلاثة بنوك تجارية أخرى، حضور أشخاص إلى جانب المؤسسات ضمن المجموعة التي سحبت أكبر مبالغ من هذه الحسابات.
ومن بين الجهات العشر الأعلى سحبا من حساب الخزينة يوجد خمسة أشخاص، سحبوا مبالغ كبرى على النحو التالي:
1 ـ سيدي محمد عبد القادر: 14,5 مليون
2 ـ شيخنا عبد الله: 6,2 مليون
3 ـ سليمان بيجل: 4,8 مليون
4 ـ أحمد محمود محمد: 4,3 مليون
5 ـ الدده ولد آكيه: 3,8 مليون.
وهو ما يطرح تساؤلا عن ما إذا كان بعض هؤلاء الأشخاص يمثلون شركات تقدم خدمات لصالح الإذاعة.
وتضمنت قوائم الشركات التي سحبت أكبر مبالغ من حسابات الإذاعة شركات خدمات مشهورة: شنقيتل للاتصالات، STARلخدمات الوقود، صوملك لخدمات الكهرباء، وفندق نواكشوط، إضافة إلى شركات أخرى تنشط في خدمات السفريات والسياحة والخدمات الإعلامية، كما تضمنت القوائم شركات ذات شهرة محدودة على نطاق ضيق.
وتظهر قوائم مئات الشيكات المسحوبة من حسابات إذاعة موريتانيا أن عمليات السحب عرفت أوجها في شهر مايو الماضي، إذ بلغت نسبة المبالغ المسحوبة في هذا الشهر نحو 35% من مجموع المبالغ المسحوبة من حسابات الإذاعة.
سحب وتحويلات مالية
وتظهر المعطيات المحاسبية للإذاعة أنه تم سحب أكثر من 320 مليون أوقية قديمة من حسابات الإذاعة خلال الأشهر القليلة الماضية، من بينها 228 مليون أوقية من حساب الخزينة العامة، ونحو 100 مليون بحساباتها في ثلاثة بنوك تجارية.
وتوزعت المبالغ المسحوبة من حسابات الإذاعة في البنوك الثلاثة ما بين 56 مليونا من البنك الموريتاني للتجارة الدولية، و42 مليونا من البنك الوطني لموريتانيا، و 1,7 من البنك الشعبي الموريتاني.
وبالتزامن مع عمليات السحب وصلت حسابات إذاعة موريتانيا خلال الأشهر الماضية تحويلات مالية من طرف عدة هيئات، ووصل مجموعها حوالي 100 مليون أوقية قديمة.
ومن بين هذه التحويلات مبلغ 30 مليونا مقدمة من طرف صندوق PNUD، و20 مليونا من طرف اليونيسيف، بالإضافة إلى تحويلات أخرى من جهات مختلفة .
نقلا عن صفحة المدون و الحقوقي المعروف / Hacen Abbe .