الخط الأخضر سيكون كارثة
بقلم : حمين سيدي أمعيبس
صدم عشرات الموريتانيين الذين حاولوا خلال الأيام الأخيرة الاتصال على الرقم الأخضر “1155” الذي وضعته وزارة الصحة في إطار مخطط الوقاية من فيروس كورونا، بعدم تمكنهم من التواصل مع المختصين بموضوع التدخل السريع، وذلك بسبب عدم اهلية القائمين عليه للإطلاع بدورهم نتيجة نقص التكوين، في عزّ الأزمة التي أحدثت حالة متقدمة من القلق والخوف بعد تسجيل أول حالة كورونا في موريتانيا في أجنبي قام بعزل نفسه وقد ثبت عجز هذا الفريق بعد تصريحات الطبيب الذى عاين ثالث حالة من "كورونا"التى ظهرت في موريتاني مسن قادم من فرنسا ليلة البارحة.
حيث عاني من تداخل في إستقبال المكالمات خلال عملية الاتصال وهو ما حاول بعض القائمين عليه ذكره خلال زيارة وزير الصحة الأخيرة للخط الأخضر بحجة المطالبة بعدم شغل الهاتف باتصالات غير مجدية ”. أمر البارحة أثار استغراب المواطنين والمختصين لما يعرفه الظرف من حالة استنفار وقلق كان الموريتانيين يأملون في إيجاد آذان صاغية لهم توجههم نحو الإجراءات والإرشادات الممكن اتباعها.
ويطرح هذا الوضع إشكالية الاتصال في حالة الأزمات الملحة، حيث تسجل صعوبة كبيرة في الحصول على المعلومة وكذا في انتهاج سياسة إعلامية وقائية جوارية ناجعة.
وتساءل مواطنون كثر: كيف عجزت وزارة الصحة في ضمان خدمة مؤكدة للخط الأخضر، في حين نجحت العديد من الجمعيات والهيئات في ذلك ضمن تجارب ماضية و بإمكانيات أقل، أمر فسره هؤلاء بالتهاون والتساهل وعدم أخذ مخاوف المواطن على محمل الجد لأن جل الموجودين خلف هذه الخطوط تم اختيارهم على الطريقة الموريتانية دون الاعتماد على خبرات وطنية موجودة في الساحة من كبار الاعلاميين و المدونين و المختصين.
وأوضح عدد من المدونين والاعلاميين وحتى الأطباء أنه من العيب أن نستمر و نستثمر في طرق تواصلية وإعلامية غير مجدية في عام 2020 و موريتانيا تتوجه نحو الجيل 4G.
واعتبروا أن الخط الأخضر الذي تدّعي وزارة الصحة وضعه في خدمة المواطن مجرد مناورة سياسية وجدت للاستهلاك السياسي الدولي وليس الداخلي.
وأضاف المختصون أن الأزمات التي مرت بها موريتانيا مثل كورونا وقبلها الأبولا و الحمي النزيفية أثبتت عجز النظام الصحي في التواصل وتطمين المواطنين وتوفير المعلومة على المستوى الجواري الذى يشكل مكونة مهمة من مكونات اتساع رقعة الوباء، معتبرين أن النظام الصحي في بلادنا يعتبر جهازا علاجيا وليس جهازا وقائي وهو ما يتطلب ضخ روح جديدة في الأنشطة الوقائية التى تشكل محور مهم من محاور الوقاية.
ولفت عدد من المختصين الانتباه إلى أن التربية الصحية مغيبة أساسا في المنظومة الصحية الوطنية، مؤكدين أن العمل في القطاع الصحي يختلف تماما عن العمل في الإدارة لذا وجب على جميع المنتمين لهذا القطاع إيلاء الأهمية القصوى لمصلحة المريض وتوعيته وإرشاده قبل حلول الكارثة
للتذكير فقد سبق لوزارة الصحة التأكيد على فتح خط مجاني يمكن الاتصال به من خط ثابت أو عبر متعاملي الهاتف النقال قصد السماح للمواطنين بالحصول على معلومات حول التدابير الواجب اتخاذها للوقاية من هذا الفيروس وذلك بدعم من اليونسيف شريك وزارة الصحة في مواجهة الوباء الا أن مكان وجود مركز الاستعلام هذا غير ملائم حيث يوجد في مصلحة مهجورة للتهذيب و التقيف الصحي ليست قادرة على تنظيم انشطة "IEC" لصالح زوار المراكز الصحية فما بال عندما تكون هناك كارثة وبائية.
وفي ظل توسع رقعة الوباء او الأوبئة فإنه من الضروري أن يتم فتح خطوط خضراء في مختلف الادارات الجهوية للعمل الصحي من أجل التجاوب بسرعة مع الحالات المطروحة.