إعلانات

دبلوماسية الأخلاق و الشهامة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ( نمــــــــاذج )

اثنين, 24/02/2020 - 11:03

أظهر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني حرصا واضحا على إضفاء بعد أخلاقي في خطابه السياسي وتعاطيه مع الشأن العام، إضافة إلى بعد إنساني نادر في السياسة المعاصرة عموما، وخاصة في سيرة من سبقه لحكم موريتانيا طوال العقود الماضية.

وقد ظهر ذلك جليا في عدة مواقف ومناسبات، منذ أول ظهور عام له معلنا ترشحه للرئاسة في اﻷول من مارس 2019 (وقبل ذلك حسب العارفين به)، لكنه برز بشكل خاص في مناسبتين بالغتي الدﻻلة والرمزية.

1 ـ ففي احتفاﻻت الذكرى التاسعة والخمسين ﻻستقلال موريتانيا، حرص رئيس الجمهورية ولد الشيخ الغزواني، على توجيه الدعوة إلى كافة الرؤساء السابقين اﻷحياء (باستثناء الرئيس اﻷسبق معاوية ولد الطائع المقيم خارج البلاد )، والذي تردد أن الرئيس الغزواني اتصل به هاتفيا وتحدث معه أكثر من نصف ساعة)، ورؤساء اﻷحزاب السياسية المعارضة، والمرشحين الذين نافسوه في اﻻنتخابات الرئاسية، وهذه سابقة غير معهودة في السياسة الموريتانية. أما المناسبة الثانية البارزة، سياسيا وإنسانيا،

2ـ في مبادرته لتقديم التعزية شخصيا، عبر اتصال هاتفي ومبعوثين رسميين، إلى السياسي البارز جميل منصور، الرئيس السابق والقيادي المرموق في حزب "تواصل" المعارض والمنتمي لتيار سياسي غير مرغوب، ومحارب أحيانا، في بعض الدول الشقيقة والصديقة لموريتانيا.

أهمية هذا البعد اﻷخلاقي واﻹنساني، ليست في جانبه الشخصي المتعلق بمن صدر عنه، وإنما في كونه يصدر عن رأس الدولة وقمة الهرم السياسي، وبالتالي سينعكس حتما، ولو بعد حين، على المناخ السياسي العام، وعلى تعامل السلطات والمسؤولين اﻹداريين وتعاطيهم مع المواطنين ونظرتهم للمجال العمومي. إن هذا النهج الجديد، أو "دبلوماسية المناسبات" هذه، يجب أن تتعزز وتتسع لتشمل جميع المسؤولين والعاملين في الحقل السياسي خاصة، ﻹشاعة مناخ إيجابي عام، وإعطاء قدر من الطمأنينة للمواطنين، وتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الراهنة والمرتقبة.

نقلا عن صفحة الأستاذ / ‏‎Abdallah I. Altilimity‎‏  .