"كلام زناكه" أو اللغة الصنهاجية لغة موريتانية أصيلة، إذ تمتد جذور التيفيناغ إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد مما يهيئها لأن تكون أول لغة حية مكتوبة في إفريقيا على الاقل، وتظهر جلية في جزء كبير من مفردات اللهجة الحسانية، وفي أسماء القبائل والأفراد والأشياء والمناطق، وتشكل رابطا قويا مع لغات الأمازيغ في كل شمال إفريقيا ومع تماشق الطوارق شرقا، ودون شك فإن الاطلاع على هذه اللغة سيساعد في فك الكثير من طلاسم وألغاز جغرافيا المنطقة وتاريخها.
ويبقى الأهم من ذلك كله أن هناك مجموعاتٍ موريتانية معتبرة في مناطق عدة لازالت تتحدثها وفي سرية كاملة وكأنها تَرتكب جُرما،
إن نفض الغبار عن هذه اللغة، وتحرير الناطقين بها من عُقدتهم التاريخية في التعبير بها جهارا، سيمنح ثقافتنا رافدا جديدا يزيد من تنوعها وثرائها بكل تأكيد، كما أنه من غير المنطقي أن نكون في القرن الواحد والعشرين وهناك موريتانيون يتحدثون لغتهم الأم في السّر، ويمارسون أساليبهم التعبيرية في الخفاء.
أدعوهم للتعبير علنًا، وأن يقدموا أنفسهم دون وَجل.