إعلانات

مابين موريتانيا وألناها وميمونة وأمها وأباها

سبت, 01/02/2020 - 11:30

لكم يتمني المرء إن يحي ويمد الله في عمره ليري موريتانيا مجدداً، فيها الحميمة والراحة النفسية وألناها وما إدراك ما ألناها وسفيرنا الرائع وقنصلنا الهمام وطاقم بعثتنا المميز والجالية المتماسكة، ولكم أتمني إن يدوم الوصل بين شعبنا والشعب الموريتاني لما فيه خير للشعبين، ولكم يتمني المرء إن لا يفارق الحياة مطلقاً ليعود ويزور منزل البروفيسور محمد الحسن ولد لبات مجدداً، الوسيط الإفريقي الذي أدمعت عيناه مرتين، دمعة حزينة عندما كان العناد والتوتر يسيطر علي المفاوضات والاتفاق بين العسكريين والمدنيين، ودمعة ثانية فرأحية بوصول الأطراف لاتفاق يحقن الدماء،هو ذاته الذي تحمل نفقة أكثر من ثمانين سودانياً من الشخصيات السياسية والإعلامية والفنية في رحلة من السودان ولموريتانيا احتفالاً بالاتفاق، هو ذات الشخص الذي قدم دعوة العشاء لسفير وقنصل وطاقم وضيوف السفارة السودانية بنواكشوط ولصديقة وصديقي الفنان سيف الجامعة لتناول وجبة العشاء قبل يومين من كتابة هذه المقالة عندما كنا ضيوفاً علي السفارة السودانية بنواكشوط، فعندما ابلغني سيف الجامعة بالدعوة رفضت ذلك لارتباط أخر مع الشباب الجميلين موافي فتح الرحمن ومحمد سالم وعلي وآخرين لتناول وجبة الفول بزيت السمسم ولبن الإبل والترفيه والونسه، لكن تحت الإصرار والحلفان والضغط قمت بتلبية الدعوة جبراً للخواطر وحدث ما حدث ومن ثم غادرنا لمنزل موافي للبرنامج المسبق،بالإضافة لذلك كنت بالفعل متشوقاً لمعرفة هذه الأسرة التي كلما جلس سيف الجامعة في مجلس كان يذكر فيهم بأفضل وأجمل العبارات،سيف كثيراً ما يقول لي إن أسره ولد لبات هي جزء لا يتجزأ من أسرته. ....

لعدم وجود البروفيسور ولد لبات بموريتانيا كان منسق الدعوة والذي قام بالاستقبال المميز هو ابن أخيه محمد إلمامي ولد لبات، الرجل صاحب الابتسامة العريضة والوجه الصبوح المشرق، هو ذاته الذي قام بالترتيب والإعداد لرحلة الثمانين شخص، اما مفاجأة الدعوة فهي سيدة المنزل الأميرة خدي زوجة ولد لبات،امرأة جميلة الشكل وطيبة الحديث وكريمة الضيف وجدناها بمثابة الف رجل من وحي ما شاهدناه في جلستنا معهم وحديثها ونهجها، السيدة خدي بكل تواضع واحترام وفرحة استقبلتنا وشاركتنا الحديث العام والخاص بحضور إلمامي وبناتها، اما مائدة العشاء التي وجدناها، اعتقد اذا دعت لها آهل نواكشوط جميعهم لما استطاعوا إن يكملوا ربع خيراتهم التي وجدناها بالطاولة(مشاء الله) وما يجب الإشارة إليه هنا انه ورغم وجود الكثير من العمال بالمنزل إلي إن أهل البيت بأنفسهم من كانوا يعملون ويشرفون علي خدمتنا، إلمامي لم يتبقي له إلي وإن يطعم الحضور من يده لفمهم، ابنه ولد لبات ميمونة تنظر من علي البعد لمحاولة معرفة إذ كان هنالك ما ينقصن ضيوفهم، اما ألناها فلا اعرف ماذا كانت تفعل، عن نفسي لم أتمكن من رفع رأسي لأنظر إليها لمرة ثانية، النظرة الأولي كانت كافية وأدركت من خلالها كيف يكون الأدب، وشاهدت جمالاً لم أراه مسبقاً، لظني انه تمهيد اعرف من خلاله شكل الحور العين أو علي اقل تقدير الشكل الأقرب لذلك(في عينيها عالم تأني ما شفتوه يا خلاني) ، عموماً خرجنا وعن نفسي كنت في غاية السعادة والحزن، سعادة بالتعرف علي هذه الأسرة العريقة بتاريخها الباذخ، والمتواضعة رغم مكانتها، وحزين لعدم التأكد إن كنت سوف التقيهم مره أخري أم لا....

ما قام به البروفيسور محمد الحسن ولد لبات من وساطة قادت للتوقيع علي الحكومة الانتقالية باحداث توافق بين العسكريين والمدنيين يعتبر عملاً حضارياً وريادياً واعداً يؤسس لمستقبل السودان الحديث، نما لعلمي إن الحكومة السودانية قد منحت الرجل وسام نظيراً لتلك الجهود الضخمة، اعتقد إن من الواجب أيضاً منحه منزلاً فاخراً بالسودان علي شاطئ النيل الحبيب فمثل ولد لبات وأسرته بما في ذلك ألناها مكانهم لابد إن يكون شاعري تحيطه الزهور والأشجار، إما مقترح المنزل فذلك لتخليد رمزية الحدث وتقديراً لجهود الرجل ولحوجتنا لمثل هذه الشخصيات في حياتنا، إما إنا وعن نفسي فلا امتلك غير الدعاء والاحترام والتقدير لهذه الأسرة وأتمنى إن التقيهم مجدداً ومجدداً وتكراراً ومراراً وبالأمس قبل اليوم،وفي إي وقت ومرحباً بهم في بلدهم الثاني السودان.
الكاتب / علاء الدين محمد عثمان.