تم منح "وسام أبوبكر بن عامر" لأول مرة، مساء أمس السبت الموافق (21/12/2019) لثلاثة من أساطين الفن الموريتاني،
ـ هم الراحل موسيقار الأجيال وضمير الفن/ سيداتي ولد آبه،
ـ الراحلة المطربة الخالدة/ ديمي بنت آبه،
ـ الموسيقي الكبير القادم من بلجيكا فريد حسن
منح الوسام، المستحدث من طرف "منشورات الشاعرة خديجة عبد الحي" ضمن فعاليات حفل حاشد، أقامته بمقر بيت الشعر - نواكشوط "مجموعة سدنة الحرف" الأدبية لتكريم هؤلاء الفنانين. وجرى الحفل تحت إشراف المثقف الموريتاني الكبير الدكتور بدي أبنو، بحضور العشرات من رموز النخبة الأدبية والعلمية والإعلامية وقادة المؤسسات الثقافية في البلاد، فضلا عن الأستاذ أحمد ولد آبه، ممثل أسرة أهل آبه. وتميز الحفل بحضور مثقفين عرب بينهم: أ. الطيب ولد العروسي مدير كرسي معهد العالم العربي بباريس عضو بمختبر الخطاب بجامعة الأغواط – الجزائر، ود. عبد الهادي الخمليشي، الأستاذ بدار الحديث الحسنية (جامعة القرويين) بالرباط وعضو في المجلس العلمي بجهة طنجة- تطوان، وأ. نادي العطار خريج الأزهر باحث في الديانات المقارنة، أستاذ بكلية الشرطة المصرية – القاهرة ومستشار بمحكمة النقض العليا. وترأس الحفل الأستاذ الدكتور عبد الله السيد رئيس مجلس إدارة "مجموعة سدنة الحرف" الأدبية ومدير بيت الشعر - نواكشوط، بحضور الأمين العام للسدنة الشاعر الكبير د. أدي ولد آدب، فضلا عن المنسق العام للسدنة الشاعر المختار السالم، وأعضاء المجلس التنفيذي للسدنة. وفي كلمته الافتتاحية، أعرب الأستاذ الدكتور عبد الله السيد بصفته رئيسا لمجلس السدنة ومديرا لبيت الشعر - نواكشوط عن فرحه بهذا الجمع المحترم الذي يواكب خطوة اليوم بتكريم المبدعين الخالدين سيداتي وديمي، مؤكدا رمزية هذا الحدث بالنسبة للموريتانيين. وخلال خطابه بالمناسبة أعرب الدكتور بدي أبنو عن سروره بتنظيم هذا الحدث، موجها الشكر إلى "سدنة الحرف" وإلى "بيت شعر نواكشوط"، مؤكدا أن من يكرم أيقونتي الوطن سيداتي وديمي إنما يكرم نفسه. وتحدث ولد أبنو عن تأثير الرمزين الراحلين في الثقافة الوطنية الموريتانية وفي خصوصية الذات العمومية والجوار في المحيطين الشمالي والجنوبي، مشيرا إلى الرمزية التي يتضمنها استحداث "وسام أبو بكر بن عامر" ومنحه لأول مرة لقامات وطنية قدمت الكثير. وبدوره أعرب الأستاذ أحمد ولد آبه، ممثل أسرة أهل آبه، عن تأثره العميق بهذه المبادرة الكريمة الرائدة، وتوجهه بالشكر لكل من د. بدي أبنو ود. عبد الله السيد وسدنة الحرف وبيت الشعر والنخبة الثقافية التي حرصت على حضور هذا الحدث الهام. بعد ذلك، قام الموسيقى الكبير فريد حسن بتوقيع النسخ الشرفية من كتابه الجديد "شاي أخضر في تلال شنقيط" (مذكراتي في بلاد المليون شاعر)، الصادر عن "منشورات الشاعرة خديجة بنت عبد الحي". وأعرب فريد حسن عن عظيم امتنانه وفخره بنيل "وسام أبو بكر بن عامر" وتحدث عن أغانيه الجديدة بالمناسبة. وشهد الحفل إلقاء محاضرة قيمة من طرف الشاعر الأستاذ محمدن ولد إشدو، الذي قدم مقاربة بديعة حاولت الاقتراب أكثر من مكانة وسمو فن وموسيقى سيداتي ولد آبه. وأشفع ولد إشدو محاضرته بقراءة قصيدته الرائعة التي كتبها عن ديمي بنت آبه حينما كان سجينا سياسيا. كما قدم فريد حسن وصلات غنائية وموسيقى شهدت تفاعلا كبير وسط عواطف جياشة من الحضور الذي شكلت تلك الموسيقى جزء من ذاكرته الفنية، باعتبارها أغاني أسست لمرحلة جديدة في الفن الموريتاني، علاوة عن كونها ترمز لمرحلة شموخ العطاء الفني لجيل السبعينيات. هذا، ومن بين أبرز الشعراء الموريتانيين، تم اختيار الشاعر الكبير د. أدي آدب، لافتتاح الجانب الشعري لهذه التظاهرة، حيث ألقى نصين من روائعه في رثاء فقيدي الوطن والفن سيداتي وديمي وسط تفاعل الحضور بشكل كبير مع إبداعاته التي قاطعها الحضور مرات بالتصفيق الحار، قبل أن يقف الحضور لأداء تحية تقدير خاصة للشاعر ولد آدب. كما شهد الحفل إلقاءات شعرية وسردية مجدت أيقونتي الوطن الراحلين سيداتي وديمي، ليكون الختام مع مراوحات موسيقية من عزف وتوزيع فريد حسن. هذا، وتبنى الحضور المقترح الذي تقدم به د. بدي أبنو، وبموجبه تأسست أول لجنة لوضع برنامج دائم لتكريم الراحلين الخالدين سيداتي ولد آبه وديمي بنت آبه.