وصل ولد الغزواني السلطة بدعم من تيارين سياسيين متبايين ظهرت صراعاتهما جلية خلال الحملة، تيار أتباع الرئيس المنصرف وحاشيته الذين يرون في غزواني استمرارا لنهج قائدهم ونسخة من نظامه؛ وتيار تضرر خلال العشرية من تصرفات المنصرف ويتوقع من غزواني أن يكون المنقذ من عشرية التيه والضياع ويسعى لأن يشكل نظامه قطيعة مع أساليب المنصرف وسياساته.
سيَّر غزواني الصراع الخفي بصمته وتواريه عن الإعلام خلال الحملة، وحين وصل للسلطة وبدأ تشكيل الحكومة لجأ للتكنوقراط تجنبا لتصنيف حتمي من أحد الطرفين وخلت حكومته من حضور طاغ لكلا التيارين.
لكن هذا الغياب الطاغي للطرفين مثل أيضا غضبا مشتركا للمتنازعين فوحدهما الغضب من الحكومة بعد أن فرقهما مستقبل العلاقة مع الرئيس السابق وخابت آمال تيار القطيعة ولم يرض تيار الاستمرار. مما جعل غزواني وحكومته بين نارين من النقد مختلفتين في المصادر متحدتين في الأسلوب الناتج عن الغضب والتذمر.
كما أصبح للحكومة الوليدة وغير المسيسة تيار ثالث يتشكل في خجل يدافع عنها في ظل النقد المزدوج العلني والضمني من التيارين.
في مثل هذا الواقع الملتبس يحتاج غزواني أن يحسم الهوية السياسية لنظامه وهي أول خطوة يجب عليه أن يحددها و أي تأجيل لهذا الحسم، قد يورث من المتاعب والخلافات ما يفقد الأمل ويضر بالألق الذي يصاحب عادة كل نظام جديد.
نقلا عن صفة العميد الهيبة ولد الشيخ سيداتي .