لم أعتد الكتابة عن الشخصيات الرسمية وهم خارج السلطة لأسباب واضحة الوجاهة , لكني في هذه المرة سأكتب عن شخصية كانت إلى وقت قريب شخصية عامة من حق الكل الكتابة عنها ـ سلبا أو إيجابا ـ بحكم كونها كانت تتربع على كرسي عمومي وبطبيعة الحال سيختلف الناس حيال تقويمهم لها , لكون أنظار و تصورات الناس تختلف بأختلاف الزاوية التي يرون بها الأمور و هو اختلاف طبيعي مفهوم و متفهم في آن واحد .
الدكتور خيرة منت شيخان تعرفت عليها صدفة في خريف 2016 وبدون سابق معرفة وبدون وسيط ايضا , بل شاءت الأقدار أن نلتقي صدفة في قاعة الأنتظار أمام مكتب وزير الإتصال و العلاقات مع البرلمان يومها الدكتور إزيدبيه ولد محمد محمود ودار بيننا حديث عابر كان في الأساس مصبا عن تفاصيل" صورة حصرية " كنت لتقطتها قبل أيام لشاحنة تابعة لــ (CSA) كانت تنزل مواد غذائية لمنزل تابع للرئيس بتفرغ زينة ـ كانت تلك الصورة سببا لإقالة مفوض الأمن الغذائي يومها .
من ذلك اللقاء العابر أخذت صورة نمطية عن الدكتورة خيرة ازدادت عبر الأيام و توطدت بعد كل لقاء جرى بيينا ـ على قلة وندرة تلك اللقاءات ـ , كانت تلك الصورة أنني أمام أمرأة مثقة ثقافة غربية عالية في قالب فتاة ملتزمة بدينها تمام الإلتزام وهي فوق ذلك مديرة حديدية تحاول جاهدة القيام المهام المسندة إليها رغم العراقيل و الصعاب و المحيط غير المشجع .
لقد عرفت في د/ خيرة الصدق في اقصى تجلياته و حفظ العهد و الود ـ رغم كثرة الواشين ـ , وعرفت فيها ايضا كتم السر و القدرة الفائقة على نسج العلاقات الإنسانية الطاهرة مع معارض شرس لنظام هي جزء منه كل ذلك لم يمنعها من الحرص على أن تبقى صداقتنا ـ رغم الإختلاف بيننا توجها وسياسة ـ على أحسن مايرام .
لله و للتاريخ أقول لقد عرفت في د/ خيرة منت الشيخان الأخت الصادقة و الصديقة الوفية و المثقفة الراقية و المديرة الحديدية و الزميلة النبيلة العارفة للصداقة قدرها .
أقول ذلك اليوم وقد ادبرت عنها بهرجة المنصب الذي لم يكن له مطلقا أي دور في العلاقة و الصداقة و الأخوة بييننا وكنوع من العرفان لها بالحقيقة يوم تنكر لها أكثر من صنعتهم من العدم و جعلت منهم شيئا مذكورا .
كتبه من لا يخاف سلطانا ولا شيطانا
سيدي ولد عبيد .