القاسم ولد بلال يوما فى بلدية نواذيبو ،أيام معاوية و أيام ولد عبد العزيز لاحقا ،استطاع أن يحرك جماهير انواذيبو ،الرافضة للاستلام للفشل،فانتصر مرتين .و اليوم يحمل وسامين انتخابين،عمدة و نائب ،باسم العاصمة الاقتصادية.و فى وقت سابق فى اكجوجت فى انتخابات نيابية سابقة، سنة ٢٠٠٦،قلب الطاولة مصطفى ولد عبد العزيز على مرشحى السلطة ،و انتخب نائبا برلمانيا فى مدينة أكجوجت،بعد سباق انتخابي تنافسي غير تقليدي ،و مثل المفاجأة ،و ترك مرشح ولد عبد العزيز على الشارع يلهث دون مغيث!. و لعل حالات اقتناص اللحظة الانتخابية ،من قبل بعض شطار و مهرة المرشحين، متعددة و مفتوحة ،لمن يحسن ركوب الموجة و الفرصة . موريتانيا أيام ولد عبد العزيز ،تعرضت لنهب عبثي واسع و استغلال النفوذ من طرفه و بعض مقربيه،و الشركات الوطنية تعرض بعضها للتفليس و كبرياتها(اسنيم)على نفس السكة سائرة، للأسف . و لا يمنع من المجاعة فى هذا البلد بالدرجة الأولى ،إلا بقية بركة من التكافل الاجتماعي،المهدد بالانقراض،تحت تأثير العولمة و التفكير الأناني الرأسمالي ،الضيق الباع أصلا،بالفقراء و المعوزين. و موجة الحرمان تزداد،بسبب الأنانية و الطموح للغنى الفاحش ،على حساب الفقراء و المحتاجين . و باختصار الجو ملائم ،لمن يحاول بجرأة و مهارة و إخلاص توظيفه،لصنع نصر كاسح ،غير محسوب عند البعض،فى الاقتراع الرئاسي المنتظر، بإذن الله . فأنظمة الاستبداد إلى زوال بإذن الله. فمن قبل ذهب بن علي ،غير مأسوف عليه،و تبعه مبارك و القذافى و عالى عبد الله صالح،ثم جاءت الموجة الارتدادية ،فجرفت بوتفليقة و عمر البشير،و اليوم فى موريتانيا يترنح نظام عزيز ،الذى كرس الاستفراد بالحكم و تلاعب بالثروة،و يحاول الاستنساخ و الاستخلاف من داخل النظام نفسه،دون أن يكون ذلك سهلا على الإطلاق . هذه الأوضاع المتدهورة على صعد عديدة،تساعد على إمكانية تحريك الكتلة الناخبة ،لصنع تغيير سلمي حضاري،بعيدا عن العنف ،الذى أغرق دولا عربية أخرى . حالة و فرصة قد لا تكرر، و لا أظن أن سيد محمد ولد بوبكر و مرشحى الممانعة ،ستفوتهم هذه الفرصة الذهبية ،لإتحاف الشعب الموريتاني المرهق ،بعهد جديد واعد . يلعب فيه الجيش دوره الجمهوري الدستوري،بعيدا عن وحل السياسة،الذى أفسد جيشنا و مؤسساتنا الأمنية الغالية ،منذو انقلاب تموز ١٩٧٨. و يبقى فى الختام التذكير، بأن تركيز المعارضة على تمثيل مرضي فى اللجنة المستقلة للانتخابات ،له ما يبرره،كما قد يساعد أيضا على إدراك جانب من كنه، بعض التدخل السلبي، غير المستبعد . فإثر انتخابات ٢٠٠٩،صرح رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات المستقيل،سيد أحمد ولد إدي ،على القناة التلفزيونية الرسمية ،ضمن حوار مع ولد محم،النتائج النهائية التى نشرت يومها لم أطلع عليها، قبل نشرها. و لم أرد البوح بذلك حينها،خوف ارتدادته،و فضلت الاكتفاء بالاستقالة . من ناحية ثانية،ولد بوبكر ليس "الزين ٢٠٠٧"، و من وجه آخر يقدر الجيش و يعلى دوره الجمهوري الدستوري ،كما أنه واحد من أهل "الصنكه"،و بدون شك يوم فوزه بإذن الله،ستتعامل معه المؤسسة المدنية و العسكرية،بصورة إيجابية و سلسة و متناغمة،إن شاء الله . و ماذلك على الله بعزيز .