شكل إعلان المدعو يحظيه ولد الداهي لترشحه لرئاسيات 2019 تحديا إضافيا أمام مرشح (الإجماع الوطني) المدعوم من الدولة، يضاف إلى التحديات الأخرى المتمثلة في اتفاق الأحزاب الزنجية على تقديم مرشح موحد، ودعم التكتل لترشح (ولد مولود)، والشعبية التقليدية للمرشح بيرام، بالإضافة إلى التحدي الأكبر المتمثل في المرشح (ولد ببكر) المدعوم من طرف بعض الأحزاب المشكلة لمنتدى الديمقراطية مثل تواصل وحاتم...
وسيؤدي ترشح (يحظيه) الذي يتوقع دعمه على نطاق واسع من طرف شريحة الجن الموريتانية إلى تغير الخريطة السياسية ومنافسة شرسة بين (الإنس) المشتتين بين المعارضة والموالاة وبين الجن المتحدين على مرشح واحد.
وبصفتي فردا من شريحة الإنس لا يمكنني البقاء حياديا في هذه المعركة المصيرية، وسأعلن الدعم (المشروط) لمرشح الإجماع الوطني بصفته أكثر مرشحي الإنس حظوظا في الفوز، وأقترح على حكومتنا الإنسية الداعمة لذلك المرشح النظر في إمكانية تحقيق بعض المطالب التي يمكن أن تحد من تغول الجن وخروج الحكم من شريحة الإنس لأول مرة، وستكون تلك المطالب على شكل نقاط:
- تنظيف جميع المدن والأريفاف في مختلف المناطق الموريتانية والتركيز على نظافة مكاتب التصويت من أجل قطع الطريق أمام ناخبي الجن الذين سيكون انتشار الأوساخ والقمامة في صالحهم.
- الابتعاد عن ذبح الذبائح و(الندويات) التي تحدث في الكثير من مكاتب التصويت وخاصة في الأرياف لأن الدم المسفوح (مسكون) كما هو معروف لدى الجميع.
- قطع الطريق أمام شيوخ التصوف ومنعهم من ممارسة السياسة وعدم الركون إلى ادعائهم دعم السلطة باعتبار أن علاقتهم الطيبة بالجن ستجعلهم ينحازون لمرشحهم في نهاية المطاف.
- المحافظة على (الجداول) الانتخابية وعدم تغييرها، لأن العبث بها قد يؤدي إلى تحولها إلى جداول سحرية (يعمّروها أهل لخله).
وفي الأخير سيكون أسوء السيناريوهات هو إجراء شوط ثان بين المرشح يحظيه والمرشح بيرام، ليكون الفوز من نصيب يحظيه نظرا لعلاقة الجن بالدخان الذي تصاعد من محرقة بيرام للكتب الفقهية قبل سنوات.
وستدخل البلاد أزمة دستورية بعد حكم الجن لها لأن من سيتولى الحكم ليس هو الإنسي يحظيه وإنما سيتولاه قرينه من الجن، وسيكون من أسباب ذلك هو نفاد صبر شريحة الجن وتذمرهم من الفساد والمحسوبية، وستحدث مفاوضات بين الإنس والجن تنتهي بفترة انتقالية يقودها إنسي مدني وتنتهي بخروج الجيش من المشهد لأن (أهل لخله ما ينعت الهم الشوط بلحجار).
نقلا عن صفحة المهندس / طارق سيدي محمد آب .