قصة دالة ومعبرة من تسيير الرئيس المرحوم المختار ولد داداه للدولة

ذات مرة كان الرئيس المختار ولد داداه -رحمه الله- يتحدث في حفل عشاء أعدته حكومته بمناسبة ذكرى الاستقلال المجيد،وأثناء حديثه استقرت عينه على أحد المسؤولين فشاهده يعبث بالطعام ويكثر من الضحك،فلما انتهى المختار من خطابه سأل أحد الوزراء عن الرجل الذي تبدو على ملامحه مظاهر الرفاهية والبذخ،فأجابه بأنه مدير فرع الخزينة العامة في مقاطعة روصو (عاصمة اترارزة). فما كان من الرئيس المختار إلا أن أمر المفتش العام للدولة بأن يغادر فور انتهاء الاجتماع إلى مدينة روصو،وفي حدود الثامنة صباحا إلا رُبُعََا وقف المفتش أمام باب المدير ينتظره وحينما وصل طلب منه تسليم مفاتيح المكتب والخزينة وأخبره بأنه جاء لمهمة التفتيش،وبعدما باشر مهمته لاحظ اختفاء مبلغ سبعين ألف من الأوقية فأمر باعتقال مدير الفرع وتوقيفه. وبعد أيام طلبت مجموعة من أقرباء الرجل الموقوف مقابلة الرئيس المختار من أجل البحث في إيجاد حل للموضوع،فما كان من الرئيس المختار إلا أن قال لهم بأن المبلغ سيوزع إلا ثلاثة أقساط قسط يدفعه القوم وقسط سيدفعه الرئيس من راتبه وقسط سيدفعه المدير الموقوف على شكل مراحل مع تجريده من منصبه ونصيحة كذلك أمرهم بتبليغها له وهي: (حَدّْ كِيصُو ناقص ماياللَّ يظحك). #من جميل سِيَّرِهم.