افتتحت مساء اليوم بالعاصمة التونسية ندوة فكرية تحت عنوان " السلام والتطرف الأسباب والحلول " والمنظمة من طرف مركز الدراسات الاستراتيجية بتونس ولندن. وقد تركزت كافة المداخلات علي ضرورة ان يعم السلام كافة ارجاء المعمورة وتناول الكلام الاستاذ حي حسن ممثل مؤسسة السلام العامية والذي شكر المسؤولين عن التدوة وقدم تعريفا عن مؤسسة السلام العالمية والتي يرأسها المفكر الإماراتي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي وهاذا ملخص لمداخلته والتي تم تو ريعها علي الحضور.
السادة الحضور
القرآن رسالة الإسلام..
الرؤية الثاقبة للمفكر العربي والإسلامي علي محمد الشرفاء الحمادي
لقد عكف المفكر العربي والإسلامي علي محمد الشرفاء الحمادي على جانب قل من سبقه إليه كما لم يطرقه بمثل ما فعل وتعمق وأوغل واستنبط من محكم التنزيل لغاية إبراز رسال الإسلام أكثر نصاعة وإبهارا وملامسة لعقول المسلمين بكل تجليات فهمها وإدراكها، ليتمكنوا من تحرير هذه العقول مما علق بها من روايات كاذبة مفتراة على الله ورسوله، وليمكنهم ذلك إذا آمنوا بأن القرآن هو رسالة الإسلام لعباده واتبعو كتابه وتمسكوا بآياته التى يقول فيها سبحانه:
)فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (طه: 123-126. (
كما بين بأسلوب حضاري رفيع و علمي رصين يناسب مجريات الزمن و تغيرات الأحوال فيه أن يستخرج لهذه العقول من هذا النض القرآني البديع معاني لا تحتاج تقعرا وإسرافا لغوية كفى بيان القرآن جهد القيام به ودعي للتأمل والاستعداد للفهم السليم مستعينا بأن الله سبحانه أمر المسلمين بعدم اتباع غير كتابه بقوله تعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ) (الأعراف3 (: الذي هو أمر واضح وجلي من الله سبحانه لعباده من المسلمين بألا يتبعوا كتابًا غيره، وقد أنذره فى الآية الأولى بأن من لا يتبع كتابه ويحتكم إلى آياته فسيعيش حياة البؤس والضنك. حقيقة توصل المفكر إلى أننا نعيشها اليوم بسبب عصيان أمر الله ومن يعصى الله فقد حل عليه عقاب الله وعذابه.
ومن أجل تحرير العقول مما علق بها من الطفيليات وتنظيفها من سموم الروايات التي فرقت المسلمين وخلقت بينهم الفتن والبغضاء والكراهية وجعلتهم يقتتلون بعضهم يطرح الفكر السؤال: هل يستمر المسلمون بالتمسك بها، أم يرجعون لكتاب الله الذي يدعوهم للوحدة والسلام والتعاون والرحمة والعدل فيما بينهم؟!
و يسترسل المفكر سائلا: أيهم الأفضل للإنسان… كتاب الله أم كتب الشياطين وأتباعهم الذين أضروهم ومزقوهم إلى شيع وطوائف يضربون أعناق بعضهم؟
ويختم مستخلصا: أليس كتاب الله يدعوهم للخير والصلاح، والروايات تدعوهم للضلال والفرقة؟
أليس الله يدعوهم للبر والتقوى حيث يقول سبحانه:
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(المائدة:2
أم يتبعون مرجعيات متناحرة متناقضة فيما بينها جعلت المسلمين في متاهات وصراعات.
وإلى أن الحل فى تحرير العقل هو العودة لكتاب الله فقط.
وأنه حينما نقرأ في القرآن الكريم حيث يأمر الله رسوله بقوله:
(وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) – (يونس: ١٠٩)
ندرك أنه إذا كان الله يأمر رسوله باتباع ما يوحى إليه من آيات الذكر الحكيم… أليس من المفروض- بما أننا نتبع دعوة رسول الله المأمور باتباع كتاب الله- أن نتبع كتاب الله كما أمر رسوله إن كنا صادقين في إسلامنا ومؤمنيين بأن القران خطاب الله للناس كلف الله به رسوله ليبلغه لعباده ليهديهم طريق الخير والصلاح.
ولو كان الوقت المخصص للمداخلة مفتوح لاسترسلت في جوانب مضيئة في فكر الداعية المفكر تضيئ آلاف الشموع في هذا الجانب المحوري من "القرآن رسالة الإسلام".
السلام عليكم ورحمة الله