فقدت موريتانيا قبل ساعات أحد أبرز أعلامها وأعيانها بقية السلف الصالح العلامة الجليل المدرس أحمد بزيد بن حياني.
هو العلامة الجليل أحمد بزيد بن حياني ابن القاضي ألمين بن النون بن ألمين بن المختار بن أتشغ موسى وأمه فاطمة بنت القاضي محمد موسى بن محمذن آب بن احميد.
قدم في صباه على العلامة يحظيه بن عبد الودود فرأى على وجهه أمارات الصلاح وتوسم فيه أنه سيكون له شأن عظيم درس على أخواله القضاة الأعلام سيد أحمد ومحمد عبد الله والمختار أبناء محمد موسى كما أخذ عن العلامة التاه بن يحظيه
كان الشيخ أحمد بزيد نادرة في العلم والصلاح حسن الشمائل كريم الخلق جوادا سخيا وبوفاته تطوى صفحة من الصفحات المضيئة للرعيل الموسوي الأول.
قال العلامة المؤرخ المختار بن حامدٌ:
هب النسيم فحياني فأحياني :: إذ هب مسيا فحياني بريحان
أفضت إلى الروح منه نفحة طردت :: عني أساي وأتراحي وأحزاني
وقد وددت لو أني قد رددت له :: أخلاق "أحمد بازيد بن حياني"
إذا أرد إليه عن تحيته :: خيرا وأحسن مما كان حياني
تلك السجايا التي كالروض أضحكه :: سح الغمام بدمع فيه هتان
فضاع ورد ورند في خمائله :: وفاح بالمسك والألوي والبان
تزري وبالعسل الماذي تمزجه :: من ماء أبطح أو من ماء صفوان
وفي الحقيقة ما رد الذماء سوى :: تلك السجايا فإني أي روحاني
إني أحن إلى ذاك الأديب فلا :: تنفك نفسي إليه ذات تحنان
فإنه يوم عني سار مرتحلا :: أماتني فإذا ما جاء أحياني
هذا سلام عليه رائق وعلى :: آل النبي بني عمرو وعمران
وقال الأستاذ محمد مختار بن بلبلاه :
زارتك من بين أقران وخلان :: والنوم رنق في أجواء أجفان
فقلت من أين جاءت هذه سحرا :: من أرض "تيرس" أم من أرض "وادان"
قالت أتيت هنا أشفيك من علل :: فاسمع حديثي ونبئ كل إنسان
عرّج بأحمد بازيد بن حيان :: ترى العلوم لديه رأي عيان
وسله عن صعب علم عز نائله :: فالصعب والسهل إن تاتيه سيان
ترى القرى والقراءات اجتمعن له :: وما اجتمعن لغير الحبر في آن
قد ضم للعلم أخلاقا مهذبة :: فالعلم والخلق المحمود سيان
سهل الخليقة مرضي الطريقة في :: علم الحقيقة لا يرضى بكتمان
كسا المروءة والدين الذين هما :: معيار أهل التقى أثوابَ عرفان
جزاه رب كريم واحد أحد :: وهو الغني الولي عنا بإحسان
وعرضت القطعتان على المرابط محمد سالم بن عدود فقال :
قصيدتان من العقيان سيان :: أهداهما شاعرانا لابن حيان
حاولت حكما يبين الفضل بينهما :: بدون عاطفة مني فأعياني
إن ابن حيان لا تحصى محامده :: ولو تساجل عبسي وذبياني
عاش العلامة أحمد بزيد بن حياني عمرا طويلا عريضا زاد على المائة أمضاه في طلب العلم والتدريس والبذل والعطاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاش ممتعا بجميع قواه العقلية، وهو آخر من بقي ممن لقي العلامة يحظيه بن عبد الودود.
تعازينا للدوحة الموسوية الكريمة والشعب الموريتاني وجميع المسلمين
فما كان قيس هلكه هلك واحد :: ولكنه بنيان قوم تهدما
كامل العزاء .
نقلا عن صفحة العملاق / إكس ولد إكس إكرك .