اليوم تمر الذكرى الخامسة عشر لرحيل أب الأمة الأمة الموريتانية الرئيس المؤسس المختار ولد دداه رحمه الله و جزاه عن الشعب الموريتاني خير الجزاء , في ظل صمت شعبي و رسمي اي تعاطى مع ذكراه طيب الله ثراه .
وكأقل القليل في حقه رحمه الله تعالى نورد مرثية الأستاذ الأديب الأريب الحسين ولد محنض له والتي نالت اعجاب الجمهور يومها وتلقاها الناس بالقبول وهذا نصها :
يا أبانا استغفرْ لنا كنتَ فينا~~قائدا رائدا مطاعا أمينا
هاديا مَهديا فلما اعتدينا~~وعدونا وهنًا عليك ابتُلينا
عقّكَ العسكرُ الذي أنتَ منه~~والدٌ ثم صار فينا مكينا
فرضينا بما جرى ورضخنا~~وضحكنا وحالنا يبكينا
مذ رضينا بما أتوهُ مرضنا~~ولوآنا لم نرضه عوفينا
كل عام يجيء نزداد وهْمًا~~تكبرُ الأوهام الصغيرة فينا
مرَّ عَقدٌ ومر عقد وعقد~~ما رجعنا عن وهمنا وارعوينا
"أنقذونا" فما انتقذنا فجاءوا~~بـ"خلاصٍ" من بعده بسنينا
ثم جاءوا بغيره كلما قد~~راقهم شيءٌ جربوه علينـا
يا أبانا استغفر لنا كنتَ فينا~~ملجئا آمنا وحصنا حصينا
قد لعقنا دماءَ كل فقير~~وأكلنا لحومه طائعينا
وجعلنا طفلَ الحجارة لصا~~خائنا والغازي له مسكينا
وبني السامريِّ أصحابَ فتح~~لا غزاةً لأرضنا غاصبينا
وجعلنا دمَ العروبة فينـــا~~باردا وهْو كان فينا سخينا
وأضعنا الضاد التي قد رضعنا~~وجعلنا الإسلام فينا عِضينا
لكأن ابن عقبةٍ لم يلدنا~~قط يوما ولا ابنَ تاشفينا
قد نسينا أن اليهودَ يهودٌ~~واتخذنا جمع الدراهم دينا
ومسحنا جباههم ونسينا~~دير ياسين في الذي قد نسينا
يا أبانا استغفر لنا كنت فينا~~رجلا بالمقدسات ضَنينا
سامِح المذنبين منا جميعا~~أنت ممن يسامحُ المذنبينا
وتبوأْ من الجنان مكانا~~عاليا شئتَه وضيئا وضينا
لك فيه الذي تشاء جميعـا~~أنت أهلٌ لمثلِ هذا يقينـا
كم أغثتَ الملهوف وهْنًا ووهْنًا~~كم أعنتَ الفقير والمسكينا
يا ابن شنقيطَ شمسَها وضحاها~~بدرَها حبلَها القويَّ المتينا
فخرَها ذُخرَها سَناها هُداها~~ومُناها مُختارها الميمونا
جادتِ الغادياتُ فاهنأ قلوبا~~صرتَ فيها قبل القبور دفينا
ونمِ الْيَوْمَ هانئًا وسعيدا~~أنت فيما نرى من الآمنينا
عادلٌ مقبلٌ على حُكمِ عدلٍ~~محسنٌ قادمٌ على محسنينا
لك ألا نخون بعدك دربًا~~سرتَ فيه أمامنا ما بقينا