لا أعرف من أين أبدأ فى حديثى عن شيخنا الفخامة ولد الشيخ سيديّ
أعَنْ علمه الذى شهد له به القاصى والدّانى والشاطبي وابن الجزرى.
أم عن إنفاقه الذى سارت به الركبان قلائد فى إيجاد الزمان وغصن غراب
الأجواد يتراءونه ترائى الناس القمر تبارك الله أحسن الخالقين
أم عن الهجمة المرتدة عليه من أقوام أدبهم أن لا يتأدبوا فى مقامات الخير
ودأبهم حرب العالى من أصحاب المعالى
الشيخ الفخامة ياهؤلاء وأولئك عن التعريف غني وعن الدفاع عنه مستغن أيضا بما سار من ذكره وما عُلم من فضله
وأصل هذه الحملة كلها أن الشيخ دعم فى أماكن نفوذه مرشحين كان بعض
أهل الفضل لايرون لهم محلا غير أن يكونوا تبعا لايرأسون وخولا لايتقدمون فقدمهم الحزب وساندهم الشيخ ففازوا ووشحهم بجليل العلم والفضل فساموا من سامهم الصغار
ومن كان لايرضى من الشيخ سيرة
فلم يك يرضى المرء إلا بشكْـــله
والشيخ الفخامة فيما علمت لم يخرج عن سنن قويم بل هو على سنة آبائه
كمال الدين الشيخ سيديّ وبقية آبائه فى التعاطى مع الحكام وفى الشأن السياسى مجددا ما بنوا على اختلاف فى الظرف والزمان وأتحاد فى الرتبة ملزم وصل ماكان ما كان عليه آباؤه من العلاقة الطيبة مع الأمراء والحكام فى حدود هي نفع المسلمين وكف أذى الحكام والنصح لهم .
والشيخ فى ذلك السنن أيضا فى الإنفاق والبذل والناس على بابه مزدحمون
كلٌ بنســـــــبة ما يحــاول خصّـه
من قــوت أفــئــدة وقــوت جسوم
وتلك من سنن الشيخ سيديَّ وأبنائه التى لم يتخلف عنها الفخامة بل زادها سموا وفــخــــامـــة
يقول العلامة سليل بيت العلم والقضاء الشيخ عبدالودود ولد سيدى عبدَاللّه ولد سيدأحمد ولد محم فى مدح الشيخ سيدى المختار " أبّاه " ولد الشيخ سيديّ رحمهم الله تعالى
لَهيْبته والفضل والجود والنّدى :: لآبائه الغُرّ الكـــــرام طبـائع
أولئك قوم كان ذا الطبع إرثـهم :: فسيّان فيه شِـيـبُهم والرّواضع
أولئك قــــوم أسّس الله أمرهـم :: على فعل ما أهْدت إليه الشرائع
ويقول العلامة الشيخ عبدالله ولد دادّاه رحمه الله فى رثائه
فجزى إله العـرش جلّ جلاله :: بجزائه الأوفى أبا الأقمار
الوارثــــــــين طباعه وخلاله :: والجودَ بالدّرهام والدينار
والباذلين نُفوسهم ونَفيسهم :: فى كسْب مُكرمة ونيْل فخار
وفى الشيخ الفخامة أيضا ميزة عن غيره من ساداتنا سلسة الأوراد فى هذا المنكب
فالله يعلم أن مئات الطلاب فى محظرته يدرسون القرآن غضا طريّا وينهلون من العلم الشرعى بمختلف فنونه ويقطفون من سامى الأخلاق وجليل الصفات من دانيات أفنانه .
لايتكلفون فى ذلك مالا ولايسمعون سوى مرحبا وقول مفيد يصلح القلب ويزكى النفس ويهذب السلوك
وهذا خلاف ماعليه غالبية أشياخ التصوف حيث الدأب عندهم أن يقيم عندهم أبناء المستضعفين من الفئات المسترقة سابقا والمهمشين فلا يزدادون غير تهميش بل تُجعل فى أعناقهم آصـار جديدة وأغلال عظيمة من الاستكانة والإذلال وإذا غادروا غادروا حُمُرا مستنفرة لايحفظون الفاتحة ولا يعرفون قبْليا من بعدي
ومن رأى أبناء الحراطين ولمْعلمين فى البلد الأمين إلى جانب أبناء
الزوايا وحسّان وأبناء المشايخ رأى الناس جميعا أُسرة واحدة على أسِرّة
العلم والتعلم تَقدمهم ألواحهم وتنهل من النور أرواحهم
فيـا أيّها العازفون وتر السباب والنيْل أربعوا على أنفسكم
أقِلّوا عليهم لا أبــا لأبيــكم من اللوم أو سُدُّوا المكان الذى ســدّوا
لاأحد يحول بينكم مع الفضل والحلم والإنفاق لكن القبول عند الناس
والنصر والتمكين من عند الله تعالى وهو سبحانه أعلم بما يصلح عباده
فى زمن الاختلاف والتشرذم أُحدّث عن نفسى وإن لم أُسأل
إذا سلك الناس واديا وسلك أشياخى واديا فإنى أقول للجميع أبحثوا عنى فى وادى أشياخى فأنا منهم ولهم وفيهم وبهم
أُمّى فِداكم بعـــد أن يُبدأ بى :: وبأبى لو أن غيـــــركمْ أبـــى
ووجْنتى لنَعْليْكم فى التّيْربِ :: وقــاية ٌ من شَــــوكــة وعقْربِ
" حد كان عاطينى شى وجلْجو هاذ إلذاك يحكمو"
كتبه حرطانى يسمى عبدالله ولد محمد بلال
فى دار الغوث أخى عبدالله ولد أعمر بتاريخ
24 ــ 9 ــ 2018 انواكشوط .
نقلا عن صفحة الأستاذ المبدع / Abdalla M Bilal .