يقف الرئيس، وقد ارتدى بذلته العسكرية، ثم يقول في بث مباشر من أمام القصر الأدخن:
"أيها الموريتانيون، أيتها الموريتانيات: قبل إحدى عشرة سنة أخذت السلطة بانقلاب عسكري، أرغمتني عليه ظروفي الوظيفية، ودفعني إليه دفعا تزيين بعض المدنيين...
اليوم هذه هي السلطة أعيدها لفخامة رئيس الجمهورية، السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي انتخبتموه، وقطعتُ أنا بكل أسف مأموريته بعدما قضى منها سنة واحدة...
اليوم ها هو جاء ليكمل مأموريته، وبعدها يشرف على الانتخابات الرئاسية؛ ولن يترشح فيها بسبب السن، ولن أترشح أنا فيها بسبب التجربة!
الآن أنسحب من الرئاسة، لأنها لم تكن لي أصلا...
آن امتليت وؤفيت".
وهنا يظهر الرئيس ولد الشيخ عبد الله، فيؤدي له الجنرال التحية العسكرية، ثم يسلمه وشاح الرئاسة ويعيد التحية موليا... ويعزف النشيد الوطني (الجديد).
ما الذي حدث بعد ذلك مباشرة؟
= انطلقت المظاهرات في كل مكان، مؤيدة لعودة "الرئيس الشرعي" وانتهاء "الفترة الاستثنائية المغتصبة"، حسب تصريحات الإعلام الرسمي !.
وأُعلِن عن "مسيرة اترارزه الكبرى" المزدوجة، لمباركة "عودة الشرعية وانطلاق المنجزات التي عطلها النظام المغتصِب"؛ وهي في مسيرتين تنطلقان في نفس اللحظة؛ إحداهما من مدينة اركيز إلى لـﮔـوارب ثم كيرمسين. والثانية من بوتلميت إلى وادي الناقة ثم المذرذره. وتلتحمان عن الكيلومتر 36 متوجهتين إلى انواكشوط في "مهرجان العودة" الأكبر بساحة المطار القديم في لكصر.
= أعلن رئيس حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" استقالته من الحزب، وترشحه لمنصب نقيب المحامين، وأعلن أعضاء مجلسه الوطني في مؤتمر صحفي انسحابهم من الحزب وانضمامهم لحزب "عادل"... كما قرر رئيس ومعظم أعضاء المجلس الأعلى للشباب الاستقالة من المجلس ووضع أنفسهم تحت تصرف رئيس الجمهورية وقيادة حزب عادل...
= أعلن السلك الوطني للمحامين عن رفع دعوى جماعية إلى المحكمة ضد الرئيس المنسحب محمد ولد عبد العزيز، بتهمة خرق الدستور سنة 2008 وتغيير النظام الشرعي بالقوة، وتعريض أمن ومصالح وسمعة الدولة للخطر، وهدر المال العام وأملاك الدولة دون وجه حق...
= بدأ جدل ساخن على الأصعدة السياسية والإعلامية بشأن ما بات يعرف بإرث "اختطاف الدولة"، وخاصة تعديلات الدستور وتغيير الرموز والتقطيع الإداري والعقاري...الخ
= أعلن رئيس الجمهورية سيدي ولد الشيخ عبد الله في خطاب مباشر إلى الشعب حياده، وأنه لن يغير شيئا. وقد قرر بدأ العمل على تنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها، تكون شفافة ونزيهة لا يترشح فيها ولا يدعم أي مرشح، يحيل إلى الفائز فيها كافة الملفات والمشاكل المطروحة...
هذا والله أعلم وأحكم .
نقلا عن صفحة الاستاذ / محمد محفوظ أحمد .