لماذا لم يردَّ عليَّ الرئيس؟
حضرت إلى القصر الرئاسي لأسلم مشروعا مهما أنجزته بشكل جيد للدولة الموريتانية فوجدت على غير موعد الأستاذ محمد جميل منصور رفقة الأستاذ الحسن مولاي علي أمامي مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي كان جالسا على كرسي خلف طاولة متواضعة جدا أمام مكتب كبير في القصر وكأن جميلا سيستلم عمله فيه وتبدو عليه علامات الثقة بالنفس والأستاذ الحسن يلازمه، فوقف الرجلان على الرئيس وهو جالس على الكرسي أمام ذلك المكتب، وقال الأستاذ الحسن كلمة مقتضبة وابتسم جميل وأدلفا إلى المكتب الذي كان بابه نصف مفتوح خلف الرئيس ولم يكن مضاء بشكل جيد, وعندها سألت الرئس قائلا: "وان مانِ لاهيِ نعيّن؟" (وزيرا مثلا) فنظر إلي نظرة فهمت منها أنه لم يكن يتوقع هذا السؤال مني, و لكنه لم يرد عليّ ولو بشطر كلمة! فقلت له, وأوراق المشروع في يميني: "المهم أن تطمئن على المعلومات السرية الموجودة عندي في الملف فهي في يد أمينة"، وقبل أن أغادره استيقظت، فنظرت إلى الساعة فإذا هي تشير إلى حدود الرابعة فجرا بتوقيت أوتاوا, قبل أذان الفجر بساعة ونصف تقريبا. .
«يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ» ولا تقولوا «أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ», فقد نمت تلك الليلة متوضئا وعلى شقي الأيمن, ودعوت: « اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إليْكَ ...الخ » وأكثر من ذلك بدأت قراءة سوة اللمك ولكن لشدة التعب تلك الليلة ما إن قلت «تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ» حتى استرقني النوم ليذهب بي في هذه الرحلة العجيبة. .
نقلا صفحة المهندس / أحمدو اجريفين .