وجّهَ الكتاب الموهوب و الصحفي اللامع العميد / عبد الفتاح ولد اعبيدن رسالة واضحة المعالم و الملامح إلى رئيس الجمهورية فيها يوجه له رسائل ناصح مشفق على بلده وفيها ايضا يحذره من مغبة الإقدام على الدخول في مواجهة عبثية مع ابناء التيار الإسلامي تعيدنا إلى مربع ازمة 2003 .
مقال العميد ولد اعبيدن الذي عنونه بـــ " دردشة ما بعد الشوط الاول " نال اعجاب الكثير من المراقبين و النخبة باعتبار الرجل شاهد ناطقا صادقا على مراحل غاية في الأهمية من تاريخ الحركة الإسلامية في البلد .
و هذا نص مقال العميد ولد اعبيدن كما جاء من المصدر :
ليس من المنطق القول إن انجازات أو بعض الآثار الايجابية لجميع الأنظمة الموريتانية المتعاقبة طيلة خمسين سنة ،أفضل منها، تخبطات و انجازات نظام استبدادي استحواذي مدة ٩ سنوات فحسب .لكنه منطق الطغيان و الهيمنة و الغرور المعهود التقليدي ،منذو فرعون و هامان و إلى اليوم ،مرورا بسائر الفراعنة و الهامانات ،المتوسطين و الصغار ،لكن صاحبنا احتقرنا كثيرا فى بعض خرجاته إبان الحملة المنصرمة ،عافاه الله و هداه الله للأصوب . هذه التصريحات العنترية ،بالنسبة للشبكة الطرقية، سقطت فى الاختبار ،بمجرد ملمترات على العاصمة .فانكشفت كذبة جودة الشبكة الطرقية ،رغم تحسنها النسبي فقط ،فى بعض نقاط الوطن ،على خلاف طريق الأمل المجزرة و طريق روصو الفضيحة و طريق نواذيبو ،الخطيرة القاتلة ،و العياذ بالله .كما كشفت سحابة ليلة الأربعاء المنصرمة كذبة الصرف” الصحي”.و بعد أن ظلمنا جميعا تقريبا ،ولد محم و ولد اجاي و لجنتهم فى الترشيحات المحلية بوجه خاص .فابتلاهم الله بحزب “تواصل” الفاشل فى خلق توازن على الصعيد الوطني ،ضمن عمليةالانتساب و الاستيعاب ،و قد سقطت حاويته الفكرية و السياسية من قبل، الحركة الاسلامية فى امتحان التعايش و الأمانة ،تجاه المشاريع العملاقة، للعمل الخيري ،الممول خليجيا .حيث استفاد فى وقت سابق ، الكثير من رموز “تواصل ” الحاليين ،بطرق غير شريفة إطلاقا ،من تصدرهم للمشهد الاسلامي إسما ،و خصوصا من خلال ما سمي العمل “الخيري”.و رغم قدرتهم جميعا، معشر التواصليين و التواصليات، على التغنى بالمبادئ الاسلامية المقدسة و الشعارات الاسلامية الجذابة ،إلا أن العاقبة ،استغلال النفوذ غالبا فحسب ،و استجلاب المال المشبوه بمختلف الطرق ،فمن باب أولى إذا اقتربوا من مقاليد الحكم و النفوذ الفوضوي فى هذا البلد المحتقر المنهوب ،خاصة باسم الدين و السياسة و دعاوى خدمة الشأن العام . أما فى باب التعايش بين مختلف مشارب الاتجاه الإسلامي ،فقد فشل الإسلاميون “القبليون” ،بكسر القاف ،نسبة للقبلة (اترارزه و خصوصا ازوايت القبلة ) . فيوم اجتمعنا تحت قبة موتمر التنظيم السري سنة ١٩٨٧،لم يتمالك الصحفي الجهوي حتى النخاع، نفسه، عندما أعلن عن اسمى ،عضوا فى مجلس الشورى ،أعلى قيادة للتنظيم الإسلامي السري وقتها .و رجعت لجنة التعيين و شطبت على اسمى .شطب الله على أسمائهم جميعا،أصحاب تلك الفعلة الجهوية العنصرية التمييزية الدنيئة التاريخية ،من لائحة القبول عند الله و عند جميع مخلوقاته .و واصلوا بعد ذلك مسرحيتهم .فاشترى جميل منصور منزلا راقيا فى دار النعيم من المفتش الشرطي وقتها امود ولد سيدها،فى أجواء مريبة،طبعها تحسن و وتوطد علاقة جميل بولد بوعماتو.و على عكس ما يدعى جميل منصور من بطولات إبان هروبه من حوش”أهل أعمر شين”إبان اعتقالهم فيه، سنة١٩٩٤.فإن مصادر موثوقة مطلعة جدا، حكت خلاف ذلك، و أكدت مدى صلة بوعماتو مع جميل حينها ،و أكد مسؤول أمني كبير قائلا،دفع ولد بوعماتو لولد السيد المفوض ،ليسهل عملية هروب عميله المطيع، جميل ولد منصور .الرمزية و النموذجية، عند عسر الامتحان أحيانا، لا تتجاوز الكلام و التبجح الخادع غالبا .و أنا متأكد أن أول من سيدفع الثمن غاليا،بعد وصول “تواصل “للحكم فى موريتانيا،لا قدر الله ،بعد المناطق الشمالية عموما و ولاية آدرار خصوصا،هم “عرب القبلة ” بسبب طبيعة بعض زواياهم و تعاليهم و طموحهم الزائد و عقدهم الدفينة المستحكمة ،من أيام هزيمة حرب “شر بب” وإلى اليوم . و إذا كان مفتى الحركة الإسلامية الدولية و المحلية العلامة، شفاه الله، محمد الحسن ولد الدوو ،قد دعا للتصويت ل “تواصل” ضمنيا ،حسب فهم البعض ،و فى التوقيت المناسب ،قبل انطلاق الحملة . أما أنا من واقع العلم و التجربة العميقة الطويلة و الخبرة بالحركة الاسلامية الموريتانية ،فإنى أدعو للتحفظ التام فى هذا الصدد الحساس بامتياز .فلا يكفى حمل شعار الإسلام ، للحكم لحامله بحسن السيرة و الالتزام .ليستحق فى المقابل الانتخاب و الاصطفاء للأمانة الثقيلة ،دنيا و آخرة .العلامة محمد الحسن ولد الددو ،لم يكن يوما رمزا و لا عضوا بالتنظيم السري ،و لا عضوا مباشرا بحزب تواصل ، و رغم معرفته بكثير من الملفات و تسهيل بعضها ، محليا و دوليا ،إلا أننى شخصيا مطلع على بعض الخلفيات ،ذات الأهمية و الاعتبار . و الحكم على الشيئ فرع من تصوره و الخبرة الدقيقة الكاملة به. و على وجه العموم هو حزب قائم ،أعنى “تواصل”،له ما له و عليه ما عليه . يستند نظريا للرؤية الإسلامية الشاملة . كما يستند عمليا ،ما قبل الإذن الرسمي و ما بعده ، لتجربة مفعمة بالايجابيات و العثرات ، و تلك سنة الله فى خلقه .و لعل واقعية تواصل و مسالمته و براكماتيه الزائدة أحيانا ، تدعو بحذر شديد للتعامل معه ، من أجل تفادى الأسوأ لا قدر الله ، و نشدانا للمزيد من استقرار الوطن،اجتماعيا و سياسيا و انتخابيا و أمنيا ، رغم النواقص و الاختلاف الحتمي .اللهم سدد و قارب .