عند منتصف الليل ،الساعة صفر تختتم الحملة الحالية ،التى شهدت تجاذبات و تجاوزات عبرت عن مستوى الأداء السياسي فى هذا البلد الذى تحكمه المؤسسة العسكرية أمنيا و سلطويا ،بغض النظر عمن يحركه سياسيا و حزبيا و ماليا بدرجة أقوى ،حيث ظهرت شخصيات مافيوية فى المجال المالي و الحزبي ،على الترتيب ول اجاي ،و ولد محم .أصبحت تؤثر ،كل فى مجاله ،أكثر من ولد عبد العزيز أحيانا،فمن باب غيره ،من رموز الفيلق العسكري المهمين ،ظاهريا حتى الآن .و باختصار حسب رأيى الخاص ،لا يوجد ظاهريا فى الضفتين ،الموالاة و المعارضة من يستحق تقريبا صوتا واحدا . فالنظام القائم رغم ماقد يدعى من فتات المكاسب و المنجزات المغشوشة غالبا،أقول حرفيا، هذا النظام أكل الاخضر و اليابس ،لصالح من يقرب فحسب .من المدنيين و العسكريين على السواء.و المافيا المحسوبة عائليا و حزبيا و سياسيا و أمنيا على النظام الحالي ،أضحت معروفة بملياراتها و استغلالها للنفوذ و تلاعبها بالسلطة ،من اجل أغراض شخصية أنانية حقيرة و مقرفة ،بل و مقززة .هذه الفوضى العارمة التى تقودها مافيا النظام، من دعمها و زكاها ،فهو أدرى بمصيره ،حين يسأل عن صوته و اقتراعه ،يوم لا ينفع مال و لا بنون ،إلا من أتى الله بقلب سليم .و من أغرب ما لاحظت فى هذه الحملة ،قول ولد عبد العزيز فى افتتاح الحملة ،إن إنجازات نظامه خلال تسع سنوات ،لا تقاس بما تم فى الخمسين سنة الماضية .افترض أنك أنجزت الكثير ،لكن جهد الأنظمة الموريتانية السياسية المتعاقبة،مهما تكن سلبياتها لا يمكن تبسيطها و تجاهلها، بهذا الأسلوب الاحمق الدعائي الأرعن.و لعل من نصحك بهذا الأسلوب أراد سرعة دفن نظامك إلى الأبد .أما حديث بعض المدونين المحسوبين على المعارضة،عن ضحايا الطرق،و كأن التصويت للمعارضين هو البلسم السحري ،لايقاف شلال الموت.هذه دعاية سمجة ،حملت من المغالطة و الانتهازية ما لا يطاق و لا يخدم انتخابيا البتة . و المعارضة فى أكثرها شخصيات مفلسة فى التسيير و السياسة و الحياة،خدمت غالبا النظام الحالي أو غيره من الأنظمة،و لا تحمل بذور الرجاء و الأمل الجاد ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد.و من المعلوم المعروف أن بعض أجنحة المعارضة الراديكالية مرتهنة لدى رشاوى و مخططات ولد بوعماتو الضيقة المغرضة .أما المتطفلون على السلطة و الشأن العام ،ممن رأى الأمانة مغنما و سبيلا للظهور و البهرج و التذوق ،فهؤلاء لا يستحقون مجرد تعليق ،ذى بال .إنهم رويبضات أو على شاكلتهم .إذن بايجاز أخى الناخب:احترز و احترس،فصوتك أمانة و مسؤول عنه قطعا، إلا من رحم ربك . لكن فى النهاية ،و هنا بيت القصيد ،ما ستفصح عنه صناديق الاقتراع،من أي مشرب كان،هو مواطن موريتاني ولي أمرا ،و الله حسيبه . و لا ينبغى أن نفتن أنفسنا أو غيرنا أو بلدنا ،بسبب اقتراع سلمي عابر ،مهما تكن نواقصه أو عيوبه .عسى أن لا تزل عجلة قاطرة موريتانيا عن درب الاستقرار ،مهما كان ناقصا أيضا .