بدأ مأزق ولد عبد العزيز الحقيقي مع حفل اختتام الحوار أو المونولوج الذي كان يحاور فيه موالاته و معارضته الأليفة حيث اضطر بسبب لا يبدو كثير الغموض إلى التصريح بعدم نيته للترشح و ما صاحب ذلك من تصفيق عفوي أزعجه بعد ذلك. ثم جاءت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتعقد المأزق حيث اشترط قبل حضوره للقمة الإفريقية تصريحا واضحا لا يقبل التأويل بعدم الترشح لمأمورية جديدة فأرسل قناة وزارة الخارجية الفرنسية فرانس24 لتسجل ذلك التصريح في مقابلة قصيرة و مقتضبة. و لم يكن توقيت التصريح مناسبا لسياسة المراوغة التي يتبعها ولد عبد العزيز فجاء قبيل نشر ترشيحات حزب الحاكم و قبل الانتخابات البلدية و النيابية فظهرت انسحابات و انقسامات و هجرة كبيرة لأحزاب المعارضة التي لم يكن قرارها بدخول المنافسة مريحا في جو كهذا يطبعه التحلل و التفكك الطبيعي للموالاة عند أول تغيير أو انفراج أو أمل في ذلك التغيير أو الانفراج.
و كانت زيارة ولد عبد العزيز لبوگى كارثية بالنسبة له فقد طبعت مراسم الرئاسة ثلاثمائة بطاقة للأعيان و كبار المستقبلين للسماح لهم بالدخول إلى المنصة الرسمية التي يجلس عليها الجنرال لكن المفاجأة أن لا أعيان و لا كبار مستقبلين كانوا في الانتظار مما اضطرهم لفتح الباب لكل من هب و دب للدخول لكي لا تبقى المقاعد شاغرة.
أحس ولد عبد العزيز بأن الناس انفضت من حوله و هو الشاهد على أوقات تخلي مصفقي الأنظمة عنها عند زوالها أو عند منعطفات نهايتها فظل وجهه مسودا و هو كظيم و أوعز لوزيرة المسكين الذي يدعم ترشيحا لحزب آخر يواجه به حزب ولد عبد العزيز في اركيز ليقول بطريقة توحي بأنه هو نفسه غير مقتنع بها إن ولد عبد العزيز باق في سلطة قد خرجت من يده بالماضي.
نقلا عن صفحة العميدة / Mouna Deye