منذ الصباح ننتظر أحد الموظفين الأشباح في فرع شركة الكهرباء في تفرغ زينه قرب وزارة الخارجية، خمس ساعات كاملة وعندما حضر البيه المدير رفض إنهاء المعاملة بحجة أنه مشغول بأشياء أخرى !!!! حجم امتهان كرامة الإنسان في هذه الشركة اللعينة صوملك لاحدود له!!
لا قيمة للمواطن بدون وساطة، عجائز ضعاف وكهول شيب يفترشون الأرض الوسخة ولا أحد يعيرهم اهتماما
رئيس المركز لا يفتح بابه إلا لخاصته أو لكي يتلفظ بألفاظ نابية خارجة عن الذوق والأدب ، نزعت الرحمة من قلوب هؤلاء القوم إلا من رحم ربك ، هنا تتحول معاملة بسيطة كقطع الكهرباء عن منزل غادر مستأجروه إلى رحلة جحيم لا توصف، ومن يرفض دفع الرشوة مثلي أو يحاول تذكير هؤولاء الموظفين الكسالى بواجباتهم القانونية والأخلاقية مغضوب عليهم، لا يجدون غضاضة في ترديد اللازمة الشهيرة "خلي القانون ينفعك" على مسامعي ، كأنني أرتكب جريمة أو محذورا بالاحتكام إلى القانون.
يتهامسون"هذا مزال جديد" وكأنها منقصة أن ترفض الانضمام إلى نظام الرشوة والمحسوبية اللعين هذا.
نحن أيضا أيها السادة والسيدات مسؤولون عن كل هذا لأننا بالخنوع والخضوع لهذه العصابة نساهم في امتهان كرامتنا ونسمح لهم بالتعدي على حقوقنا.
كنت الوحيد الذي رفع عقريته مستنكرا هذا المشهد الهمجي والسلوك الأرعن الذي يواجه به المواطنون هنا وكم كنت مندهشا للطابور الطويل من الصامتين المكومين عند باب مسؤول غير مسؤول، ألا يعلم كل هؤولاء أن الساكت على الحق شيطان أخرس، لاحياة لمن تنادي تعود الناس هنا الخنوع ولاترفع جباه العز إلا نادرا وتعود الموظفون هنا الدوس على من يدفنون رؤوسهم في التراب وحق لهم ذلك
فقديما قيل إن من لايطالب بحقه حين يأخذ منه، يستحق أن تسلب حقوقه.
بعد ساعات مضت وكأنها قرون غادرت وكر الفساد هذا وأنا على يقين أنه يختزل الكثير من واقعنا البائس، نحن مواطنون غرباء في بلدنا تتحكم بمصائرنا عصابة لاتراعي دينا ولامروؤة لاتعترف بعرف أو تحتكم إلى قانون، تفصل العدالة على مقاس الأقوياء وتوجه السلطة والقوة ضد السواد الأعظم من الشعب لأنهم ضعفاء خاضعون.
غادرت وأنا على يقين بأن صلاح هذه البلاد يبدأ من تحرير العقول وتربية الأجيال على عدم الخضوع وتدريب الحناجر على أن تصدح بصوت الرفض، لأن الغاصبين جبناء واللصوص لايطيقون الجلبة والأصوات عندما يسرقون باسم القانون.
أعلم أن البسطاء الذين روعهم فرع صوملك تفرغ زينه وتقبلوا ذلك لن يقارعو عساكر اغتصبو وطنا وروعو أمة لأنهم ببساطة غرباء داخل وطنهم وكم هو مؤلم ان تعيش على الهامش طريدا غريبا في وطنك.
ملاحظة: أتمنى مشاركة هذا المنشور كجزء من إشاعة ثقافة الرفض لأنها مانحتاجه في هذه الأيام العصيبة.
نقلا عن صفحة الصحفي الدولي / عبد الله ولد سيديا