.gif)
.jpg)
استدعى رئيس الجمهورية فى ساعة متأخرة من ليلة البارحة وزيره الأول ووزيرالنقل ووزيرالمالية ووزيرالصحة والناطق باسم الحكومة وضباط الدرك والشرطة والحرس وامن الطرق والحماية المدنية ومسؤولى الأشغال العامة وصيانة الطرق العسكرية والمدنية وشركات البناء المتخصصة
وبدا الرئيس طوال الإجتماع الذى استغرق 4ساعات كاملة فى مكتب قصي بالرئاسة غاضبا متشنجا وعصبيا تحت صدمة حادث"الغشوات" الأليم الذى غيب مهندسا شابا وزوجته وطفلتهما الرضيعةحيث قضوا ساعات تحت شاحنة دهستهم مع كامل حمولتها دون أن يجدوا من ينقذهم
الرئيس خاطب المجتمعين بحدة ضاربا الطاولة بين الفينة والفينة ورفض السماح لهم بالتعليق اوابداء أية ملاحظات
واتهم الرئيس المجتمعين بالكذب والتدليس وتزويده بمعلومات وهمية تصورواقع الطرق على انه جيد وينافس واقعها على مستوى العالم جودة وامانا وانسيابية
وقال الرئيس "أين ضمائركم ووطنيتكم وانسانيتكم وهل عينتكم لتكذبوا وتزيفوا الحقائق وتتركوا الناس للموت بهذه الطريقة البشعة وكأننا لسنا دولة لديها موارد وامكانيات تمكنها من بناءطرق مجهزة ومتطورة"
وقال مصدرميداني إن الرئيس اجهش بالبكاء وهويقول"هل رأيتم صور الاسرة المنكوبة شباب وحياة متدفقة وتحديدا هل رأيتم براءة رضيعة نتقاسم جميعا مسؤولية موتها مع ابويها لأننا اهملنا الطريق ولم نمهده "
وختم الرئيس الاجتماع باتخاذ قرار يقضى بأن يسافر هوشخصيا مع المجتمعين وبقية أعضاء الحكومة والجنرالات والنائب يرب ولد المان من العاصمة الى النعمة فى 5سيارات مابين (رينو21 ) و(مرسدس 190 ) وبمعدل 9 أفراد مع السائق ل"رينو"و6 أفراد ل"مرسدس" إضافة للسائق
للوقوف ميدانيا على وضعية الطريق
وأمر الرئيس المجتمعين بالسفر بحقائب صغيرة فقط للثياب وأدوات شخصية بسيطة لاغنى عنها
وذكر الرئيس المجتمعين بأنه لن يثق بعد اليوم فى تقاريرهم وكلامهم لمالمس لديهم من الكذب والنفاق والبعد عن تحمل المسؤولية الوطنية وأنه سيدقق بنفسه فى كل مايقولونه اوينقلونه بشأن الأوضاع المحلية على مختلف الأصعدة
ولم يستبعد مراقبون إقالة الحكومة الحالية بكل طواقمها بمجرد عودتها مع الرئيس من الرحلة المرتقبة على طريق الأمل وهي رحلة عبر اعضاء الحكومة عن خشيتهم من أن تكون الأخيرة لتهالك الطريق ونوعية السيارات المقترحة من طرف الرئيس وزيادة عدد الركاب عن المألوف خاصة وأن تلك السيارات ستجلب عشوائيا من محطة نقل الجنوب بين نواكشوط وروصو وباقى مناطق الترارزة وهي محطة تشتهر بتهور السائقين وضعف السيارات فبالنسبة لسائقي تلك المحطة الشعارهو"اما أن أصل أنا اوالسيارة" ومنحتهم رداءة طريق نواكشوط روصو طباعا تجمع بين الفظاظة والتهور والمجازفة.
