السجون في العالم هي مراكز لتأهيل القيمي والأخلاقي وحتى المعرفي فمن تراكم التجارب عند المختصين النفسيين تبين أن الإحتجاز والإبعاد عن المجتمع لايكفي وحده فقط لترويض العقلية الإجرامية عند الأشخاص المنحرفين ولابد من ان يصاحبه برنامج تأهيلي طويل يجعل من الشخص المنحرف إنسانا سويا فاعلا في المجتمع وقادرا على الانتاج و العطاء .
أغلب المساجين في العالم الذين يخضعون لهذا البرنامج التأهيلي يخرجون من السجن وهم أشخاص آخرون يرغبون في الإندماج في المجتمع وفي حياة جديدة خالية تماما من الإجرام والعنف .
في السجون الموريتانية وخصوصا سجن دار النعيم الوضع مختلف تماما ، فالسجن أصبح يشكل دورة تدريبية لتعلم تقنيات الإجرام والتعرف على أصناف المخدرات والعقاقير المهلوسة ، فبعد ان يسجن فتى صغير -خذله المجتمع- بسبب سرقة قنينة غاز يخرج بعد عدة أشهر بعد أن يكون تكون تكوينا فنيا عاليا في مجال الإجرام والإنحراف ! ليبدأ في ممارسة الجريمة المحترفة على طريقة العصابات او ليتحول إلى مغتصب أوقاتل متسلسل يروع سكان العاصمة .
أغلب الجرائم العنيفة المسجلة مؤخرا هي لأصحاب سوابق جنائية جرى العفو عنهم من قبل الدولة بمناسبة أحد الأعياد الدينية بعد أن أكملوا دوراتهم التدربية في مجال الجريمة والإنحراف في سجن دار النعيم سيئ الصيت !.
نقلا عن صفحة الأستاذ : محمد خالد أحمد سالم .