توصلت "الأقصى" بمعلومات تفيد، بإمكانية حصول إضراب شامل على مستوى المطبعة الوطنية، ابتداء من يوم الأربعاء المقبل إلى حين تسديد الرواتب الثلاثة المتأخرة. حيث أن المطبعة يعيش عمالها البالغ عددهم120 فردا وضعية مزرية منذ قرابة سنة وتتأخر الرواتب وتسدد بعد ذلك جزئيا، مع تأخر مستحقات أخرى نتيجة للوضعية المالية الحرجة، التي يعيشها هذا المرفق الحساس.
ويتردد في الكواليس أن ثمة خلاف بين وزير المالية المقرب المخطار ولد اجاي، والمدير العام للمطبعة سيدي ولد دومان، وقد أوصل المطبعة هذا الخلاف إلى مرحلة من هجران جميع القطاعات الحكومية تقريبا،فلم يعد أغلبها يسحب وثائقه ومطبوعاتها عندها، وبلغت متأخرات ديون المطبعة على مختلف الجهات الحكومية مبلغا معتبرا شل عدم تسديده المطبعة ماليا.
وتعيش قطاعات حكومية كثيرة أوضاعا مشابهة، دون أن يسلط عليها الإعلام مصابيحه وكاشفاته.
فالرئيس محمد ولد عبد العزيز يقرب ولد اجاي لمصلحته فيه، فهو شاطر ويجمع المال بمختلف الطرق المريحة والمحرجة على السواء على حساب الكثير من رجال الأعمال والكثير من مصالح الناس في مختلف الأوجه، فتصاعدت الضرائب إلى حد خيالي وخنق مدراء مؤسسات كثيرة لا يتفق معها مزاجيا وتحد الجنرالات وبوجه خاص محمد ولد القزواني وغيره، لأن الأخير لا يذعن ولد اجاي لبعض مطالبه المشروعة أحيانا لصالح المؤسسة العسكرية، ويحرض على الفريق محمد ولد مكت وبأسلوب غير أخلاقي في لبراكنة، عبر كتابات ولد صيبوط، وإن حصلت هدنة لاحقا مع ولد اجاي.
وبإختصار ولد اجاي أصبح سرطان هذا النظام، فلم يتمكن من دوائه وقطعه ويكاد يهدد جميع مصالحه ومصالح الدولة والمجتمع، وهو ولد غير مؤدب لا يستحي من أي نمط من أكل المال العام والتصفيق المتكلف المدعى لولي نعمته محمد ولد عبد العزيز، الذي أبقى عليه لكثرة ما يجلب من مال للدولة على حساب النظام والمجتمع والأخلاق وكل ما تتخيله أخي القارئ، وما أزمة المطبعة الوطنية إلا جزء يسير من أزمات مختلفة في قطاع الأعمال وفي سمعة البلد عند المستثمرين وفي...وفي...خلقها أسلوب تسيير ولد اجاي، المربح شكليا المضر في جميع الإتجاهات وبسمعة السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بوجه خاصة وسمعة موريتانيا ومصالح شعبها الفقير الذي إمتص ولد اجاي دماءه، ولم يتجرأ بعد ولد عبد العزيز على بتر هذا السرطان المخيف. وتبقى مسألة أزمة 120 أسرة ،مقابل عدد عمال المطبعة الوطنية، قضية بسيطة ،لا تهم ولد اجاي ،الشبعان المتخم المصفق، جراء إنعدام المسؤولية الدينية والأخلاقية.
وقد قيل قدما: "المسؤولية تكليف قبل أن تكون تشريفا".
اللهم أرحنا من سرطان موريتانيا، وزير المالية الحالي ،وأبدل ولد عبد العزيز ونظامه ودولته وزيرا يسير المال العام وأسلوب تحصيل الضرائب "ما إيبست التاديت ولا اتكدك اظهر لعجل"، كما يقال في المثل الحساني.
نقلا عن موقع الأقصى .