حج جمال بن الحسن، رحمه الله مع رفقة، وحين وصلوا جدة لم يجد منهم ما أمل من حسن الصحبة، وبرز الحظ حين التقى الرجل الشهم، محمدفال البناني (امفال) السفير السابق لموريتانيا بلبنان، وكان يعمل حينها بمنظمة المؤتمر الإسلامي، التي هو عضو مؤسس فيها. فذهب به إلى منزل فخم ينعم فيه الضيوف من كل صوب بالراحة والإكرام، وكان لجمال معاملة خاصة ما دام حل ضيفا عند الوالد الكريم (امفال). وتدور الأيام ويحج جمال بعد أن توفي امفال، وأقفر المكان من أهله، فيجد أن الدار لم تعد كما عهد، وأن المنزل ساكن موحش، غاب أهله وتغيرت معالمه، فيستذكر ذلك الماضي الجميل، متأسيا على امفال، ومتحدثا عن الأيام التي جمعتهما بجدة ذات حج بهيج، مضمنا في طلعته مدح ألمين بن سيدي(أيمين)ل (امفال) -وهو الإنسان الممدح الذي ما حل بمكان إلا وكان له فيه ذكر حسن.- تغمد الله الجميع برحمته:
لِي عِـْدتْ أَهْـدَعْـشَرْ عَامْ اكْمَالْ ++ عَـنْ هُـونْ، اتْـفَـكَّـدْتْ امَّفَـالْ+
مَـا نَـنْــــسَ فِالــدَّنْــيَ مُـــــحَالْ ++ ذَاكْ التِّــكْــــــرَابْ الْـعَــــدَّلِّي+
ذِيـكْ السَّاعَه وِاطْــرِيـحْ الْـبَـالْ ++ وَانَ فِالـــــرِّجْـــلِـي مُــــــدَلِّي+
وِاتْـفَـكَّـدْتْ أَلِّي كَــالْ اكْـــبَــالْ ++ إِمَّـلِّي لِــمْـــرَابِـــــــطْ، بَــلِّي+
"مَـا شَـاطِنِّي بِـعْــدْ التِّـحْـــوَالْ ++ ؤُلَا كِـــــرْبُـــــــو زَادْ إمَّــلِّي+
مَحَـــــدِّي عَـالِــــمْ بِامَّــفَـــــالْ ++ وِالْـــوَتَ تِــمْـشِي وِاتْـــــوَلِّي+
هُــوَّ شِي مِـتْـعَـدَّلْ يِــنْـــكَــالْ ++ هُـــوَّ لَاشْ أَثْـــــرُو مُـخَــــلِّي+
مَـاهُـو لَاهِي إِظِــرْ الـتِّعْـــدَالْ ++ عَـنْـدْ أَهْـلْ الْعَـقْـــدِ وَالْحَــلِّ"+
نقلا عن صفحة الدكتورة باتة منت البراء .